اخوتي اخواتي اعرض على مسامعكم الكريمة بعض ما يتعلق بعطائنا كشعب..
بدءاً لا يخفى على حضراتكم ان الشعوب تختلف بتركيبتها بمعنى ان الله تعالى خلق على هذه المعمورة شعوباً وقبائل ولكل شعب ميزة ولكل قبيلة ولكل مِصر أُطر عامة تحكم هذا الشعب، هناك ثوابت ايضاً في كل حالة من الحالات وهذه الشعوب تتباين في عطائها يعني مستوى العطاء الذي تقدمه هذه الشعوب يختلف.
حصتنا كشعب اعتقد من العطاءات حصّة كثيرة ..لكن الذي اريد ان أُنوّه اليه على نحو العُجالة ان عطاء الدماء عند هذا الشعب هو عطاءٌ غزير، شعب كثير النزف، يُعطي دماء تلو دماء، وعندما نستعرض جزئيات ما يحدث.. الى الان نرى هذا المسلسل الدامي مستمر..وهذا العطاء الكبير للشعب انا اتحدث عن الجانب الان الايجابي في قوة الشعب، من يتحمل المسؤولية فعلا ً الكلام ليس فيه حتى يتضح المطلب..
انا اتحدث عن الجانب الايجابي، ان هذا الشعب الكريم لم يبخل يعني كان حاضراً في اكثر من موقف ولعله بالأمس القريب ويتكرر هذا المشهد في كل سنة تلاحظون العطاء المادي ازاء مواسم الاربعين مثلا ً تجده شعب يجود يعطي لا يبخل سواء كان في المال او في النفس وتوّج عَطاءَهُ تَوجَّهُ بالفتنة الداعشية الى ان أقبرها والى ان أنهاها..وهذا العطاء العزيز علينا والعطاء الثَر لو لم يعلم هذا الشعب ان هذه الفتنة لا تنتهي ولا تُقبر ولا تُمحى إلا بهذا الدم، لو لم يعلم لما أعطى لأن الدم عزيز لكن الدم يُرخَص إذا كان في مُقابل ان تُحمى الأوطان وتُحمى العقيدة ان أصبحَ هذا الدم دماً رخيصاً على غلائه.
فهذا الشعب أعطى ولا زال يُعطي.. السؤال امام انفسنا ؟ هذا العطاء الكبير يحتاج الى وفاء كبير.. هذا العطاء يحتاج الى ان هناك مسيرة هذه المسيرة كُتبت بالدم ورُسمت بالدم وتشبعت الارض وارتوت الارض من الدماء لكن هذا يحتاج الى وفاء للذين يُشاهدون المشهد وللذين يرقبون الحدث.. ولذلك هناك مفاخر لابد ان نفتخر بها الامّة التي تعطي شهداء هي امّةٌ حيّة والامّة التي لا تحترم الشهداء هي امّةٌ ميّتة..
نحن أعطينا الشهداء فنحن امّةٌ حيّة.. يجب علينا لديمومة هذه الحياة ان نحترم هذه الدماء وان نحترم هذا العطاء.. هؤلاء يحتاجون منّا بل نحن نحتاج ان نشعر بأننا أحياء يجب علينا كشعب ان نحترم هذه الدماء وان نحترم تلك الاجساد التي أعطت بعضها من أجل ان يبقى هذا البلد على ما هو عليه الآن.. ولذلك انا اتكلم اخواني عن مسؤولية شعبية كشعب..
أقول لابد ان نحفظ هذه الدماء.. لابد ان نحفظ هذه الاجساد التي هي شُهودٌ عدول على ما حصل الذين نعبّر عنهم بالشهداء الاحياء واقصد الجرحى الذين كلمّا نظرنا اليهم لابد ان نزداد فخراً لا ان اعتقد فقط بلا عمل من اجلهم بل لابد ان اعمل من اجلهم..
لذلك المحافظات الكريمة لابد ان تفتخر كل محافظة بشهداءها وبجرحاها.. لابد ان تعمل كل محافظة من اجل ان تزيّن هذه المحافظة بهذه المفاخر لابد هذه المفاخر ان لا تنطوي صفحتها هذه جناية في حقّهم.. لابد ان يبقى هؤلاء ماثلين أمامنا..عوائلهم الكريمة لابد ان اقف اجلالاً لولده لولد الشهيد و كشعب لابد ان نتبانى وان نوفّر كل ما من شأنه بحياة كريمة لهؤلاء..
لابد ان نتعاضد فيما بيننا ان نخفف الآلام عن الجرحى، المثقف لابد ان يأتي قلمك الآن ويكتب ما حدث افتخاراً بهذه الذخائر.. الطبيب لابد ان تتوجه توجهاً خاصاً لإحياء هذه النفوس وتخفيف هذه الآلام.. الاخوة الميسورين جزاكم الله خير لم تقصّروا في ذلك الوقت الذي احتاجتكم ساحات القتال لكن المسيرة مستمرة لازالت هناك حاجة لكم في تخفيف معاناة هؤلاء..
اخواني هذا الموضوع قد نضطر بين فترة واخرى ننوّه عنه تعلمون لماذا ؟! لأننا شاهدنا مواطن الكمال والتضحية والفداء لم نجد غيرهؤلاء نظرنا يميناً وشمالاً لم نجد غير هؤلاء وجدنا هؤلاء ضحّوا ولسان حالهم لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً.. فكانت تضحيتهم خالصة لهذا البلد وخالصة لله تعالى فحقٌّ علينا ان لا نغفل وان لا ننسى في كل آن لابد ان نعمل لا فقط ان نتذكر ان نعمل ما بوسعك ان تعمل إعمل هؤلاء لهم حق بأعناقنا جميعاً كلّما مررنا بنعمة لابد ان نتذكر هؤلاء، هؤلاء بذلوا وأعطوا وذهبوا ورحلوا لكن بذلوا من أجل ان يبقى البلد معافى وان يبقى البلد صحيحاً وان يبقى البلد آمناً مطمئناً وان يبقى شرفاء البلد وما اكثرهم ان يبقى هؤلاء يحملون هذه المعاني عندهم..ذهبوا وجعلوا عوائل وجعلوا اولاد نحن كشعب ماذا نصنع لهؤلاء الاولاد وماذا نصنع لهؤلاء العوائل.. عندما نصدّر مفاخر البلد نأتي بالشهداء وعندما نصدّر مفاخر البلد نأتي بالجرحى.. نقول هؤلاء هم الذين أعادوا البسمة لبقية الناس وهم الذين حافظوا على البلاد لابد ان لا ننسى..
شعبنا شعب مُعطاء وان هذا العطاء يحتاج الى مزيد من الوفاء وان شاء الله تعالى الذي يسمعنا جميعاً هم اهل الوفاء لهؤلاء الابناء ..
نسأله تبارك وتعالى ان يمن علينا وعليكم بالأمن والوفاء والعافية وان يرينا في هذا البلد كل خير واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..
حيدر عدنان
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق