الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 15/شعبان/1438هـ الموافق 12 /5 / 2017م :

 

اخوتي اخواتي من دعاء الامام الحسن العسكري (عليه السلام) علّمه لبعض اصحابه في انه يُدعى في قنوت صلاة الليل وهو دعاء طويل ومضامينه عالية من جملة ما قال (عليه السلام) :

(  أَللَّهُمَّ وَالدَّاعي إِلَيْكَ ، وَالْقائِمُ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبادِكَ ، اَلْفَقيرُ إِلى رَحْمَتِكَ ، اَلْمُحْتاجُ إِلى مَعُونَتِكَ عَلى طاعَتِكَ ، إِذِ ابْتَدَأْتَهُ بِنِعْمَتِكَ ، وَأَلْبَسْتَهُ أَثْوابَ كَرامَتِكَ ، وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةَ طاعَتِكَ...)

انا اود في هذه الخطبة ان اعرض على حضراتكم امرين ايضاً متعلقان بالإمام المهدي (عليه السلام) :

الأمر الاول : لاشك اننا لابد ان نسعى بمقدار ما نستطيع الى ان تكون اعمالنا بمحط رضاه (عليه السلام).. وهذا السعي منّا كما قلنا قبلا ً ليس من الامور الكمالية، رضا الله رضانا اهل البيت، هذا ليس من الامور الكمالية، وانما هو من الامور التي تصب في قبول اعمالنا باعتبار الامام (عليه السلام) وهذا الوجود المبارك المعني بمشروع الهي ضخم جداً ألا وهو ملء الارض قسطاً وعدلا ً ، وهذا المشروع فيه ابعاد كبيرة وواسعة وهو المسؤول عن تنفيذ هذه القضية.

يملأ الارض قسطاً وعدلا ً وعبارة (المصلح) ذكرتها جميع الاديان السماوية بالنتيجة الكل يترقب والكل مفتقر والكل ينظر الى هذا الوجود المبارك فلابد ان تكون هذه الاعمال التي نؤديها تصب في رضاه، ان يكون جزء من اهمية عملنا انها ملحوظة بعينه (عليه السلام).

الأمر الثاني : طبعاً مع هذه العقيدة المباركة والمهمة ووجود حفنة من السنين فاصلة ما بين ولادته الشريفة وما نحن فيه الان لاشك انه ستحرّف هذه العقيدة على نحوين:

النحو الاول : في نكران اصل هذه العقيدة وسيأتي من يأتي او كتب من كتب وجاء من جاء وحاول ان يزيّف هذه العقيدة الحقّة ما اوتي من حيل لمآرب لا ندخل في تفاصيلها.

والحديث الان ليس مع هذه الفئة.

وتارة الدعاوى المنسوبة والاغترار بها والانخداع بها مع ايمان الفرد بأحقية العقيدة لكن يحاول ان يحرّف تطبيقات هذه العقيدة.

لاحظوا القران الكريم ولا زال القران الكريم يصدح ويتحدى الناس ان تأتي بمثله..وفشلت المحاولات والقرآن لا زال..

الامام المهدي (عليه السلام).. حاول ان يزيّف البعض، لا اصل العقيدة وانما يزيّف تلك الدعاوى التي او يزيّف الامور من جهة دعاوى يدعي ان له علاقة خاصة مباشرة مع الامام المهدي..

نحنُ اُمرنا ان نُكذب هؤلاء وهذه الدعاوى للاسف الشديد لها رواج في ضِعاف العقول وسذاجة بعض النفوس والانسان يُدخل له من هذا الجانب..

ولذلك كل من يسمع القول الحذار الحذار من الاغترار بهذه الدعاوى المزيفة التي تنسب نفسها للامام (عليه السلام) ولعله للفترة الزمنية اكثر شخص مظلوم هو (عليه السلام) بحيث ينسب نفسه له (عليه السلام) المتردية والنطيحة.. وبئس ما فعلوا..

ولذلك هذا الجهل الثقافي والبساطة في التفكير والعقيدة المأخوذة عن طريق غير صحيح غير معذّر للوقوع في فخاخ هؤلاء الدجّالين..

ولذلك اخواني لاحظوا هذه العقيدة عقيدة انبياء على كل مؤمن وعلى كل عاقل ان يدافع عنها ويبين حقيقة هذه الامور اما ان يأتي بعض الاقزام وبعض العقول النتنة وبعض الذين لا يفقهون شيئاً لا كلاماً ولا فكراً وينسبون انفسهم الى الامام المهدي (عليه السلام) فهذه حقيقة حالة من الظلامة تقع على قلبه المقدس (عليه السلام)..

المشكلة ان هناك من السذّج والناس الذين لا يفقهون شيئاً وهؤلاء يضحكون عليهم اني اُريك رؤيا..انك ستفعل كذا واعطني هكذا مال وانا سأشفيك من جميع العلل والامراض.. يعيشون ويقتاتون بالامام المهدي بهذه العقيدة التي جاء بها الله تعالى ويقتاتون امام ضِعاف الناس..

الامة التي ينتشر فيها الجهل ويستفحل فيها مرض الجهل امة لا تفلح، واذا اردنا ان نطوّر انفسنا علينا ان نتعلم وان نأخذ الامور من مصادرها وحقيقتها.. والان ما شاء الله العلماء في كل مكان والفضلاء واهل العقائد الحقّة في كل مكان لهم اذاعة ولهم رأي.. نترك هؤلاء ! ونأتي الى بعض الدجّالين بزعم انه يربطنا بالامام المهدي (عليه السلام)..

لاحظوا الظلامة اخواني ظلامة كبيرة بسبب الجهل المدقع وهناك ثقافات عندما بشخص الى الان وتجده طالباً جامعياً لا يعرف الامام اصلا ً كأنه يعيش في احراش بعض الدول التي لم يصلها أي شيء وهذا يكون واسطة ان يُظهر عقيدة الامام المهدي (عليه السلام)..

والمشكلة بعض الناس تروّج من حيث لا تعلم.. تتحدث بهذه الامور لعلّها صحيحة لعلّ هذا عنده نور.. ما ابعد هؤلاء الناس عن الحقائق.. ما هي الجناية الكبرى التي يرتكبها هؤلاء.. عندما نربط ما جاء به الله تبارك وتعالى مع خرافات وخزعبلات وتجد هذا يذهب وهناك تجمعات..

الحذار اخواني.. الانسان تارة يكون فاسق هو يفعل المنكر.. تارة يربطها بعقيدة يربطها بأقدس عقيدة من عقائدنا ويلوّث... بعض هذه الاشياء ستسخّف هذه العقيدة وستحاول ان تهز هذه العقيدة لان الذي يدعي انسان نكرة لا يفقه ولا يعرف يقرأ القرآن..عندما يسمعه آخر يقول هذه عقيدة ؟!..

انا اتحدث عن قضية مهمة نحن لابد ان نوازن الانسان في الوقت الذي يعتقد عليه ان تكون عقيدته عقيدة راسخة مأخوذة من عين صافية لا ان تلطّخ بهذه الخزعبلات بدعوى انها مرتبطة بالامام المهدي، وهذا يحب الامام المهدي على برائته ويأتي وهذا يخدعه خدع ما انزل الله بها من سلطان ..

الانجرار وراء هذه الدعاوى هذا الانجرار باطل وهذا الانجرار خطأ غير مرتبط اصلا ً بقضية الامام المهدي (عليه السلام) هؤلاء اكّالون للسحت يستأكلون بهذه الدعاوى باموال ازاء السذج البسطاء..

بالنتيجة البسطاء السذّج عليكم ان تتعلموا انتم غير معذورين لابد ان تتعلموا ولابد ان يكون لكم دراية وعلم..خصوصاً الشباب هؤلاء الفتية الذين هم في اجمل ما يكون من اعمارهم لابد ان يكونوا على دراية بما يفعلون..

انتم امل والامل لابد ان يكون مصداقاً حقيقياً لصدق ما يعتقد به هؤلاء..

على كل حال نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعصمنا واياكم من الزلل والخطأ ونسأله ان يرحمنا ويوفقنا الى ما يحب ويرضى وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

حيدر عدنان

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

 

المرفقات