الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 7/ربيع الثاني/1438هـ الموافق 6 /1/ 2017م :
اخوتي اخواتي بدءاً نهنئ الشعب العراقي بذكرى تأسيس جيش ابنائه الجيش العراقي البطل مثمنين التضحيات الكبيرة التي ضحى بها هذا الجيش من اجل الحفاظ على الوطن والتصدي للقوى الارهابية التي تحاول ان تعبث بالبلد.
وكذلك نثمن دور المقاتلين الابطال في هذه المعركة المصيرية المهمة في محاربة الارهاب الداعشي سائلين الله تبارك وتعالى لهم ولنا جميعاً بالنصر المؤزر القريب بعون الله تبارك وتعالى.
اود اخوتي ان اتكلم عن بعض المواضيع الاجتماعية مع غض النظر عن اي مطلب آخر..
هناك بعض الحالات الاجتماعية قد تنمو ثم تزداد نمواً مستغلة ظرف معين حالة معينة هذه الظاهرة عندما نتناول هذه او امثالها انما نتحدث عن هذه الظاهرة فقط مع غض النظر عن اي لون اخر سياسي اقتصادي امني..نحن نتناول قضية وهذه القضية لها اثارها.. سأتناول قضيتين :
القضية الاولى :
هي قضية استخدام العنف غير المبرر مع بعض الشرائح الاجتماعية المهمة وبالأخص شريحة الاطباء..
عادة اي مجتمع في اي مجتمع هناك طبقات من الناس، انا لا اتحدث عن التفاضل الطبقي اتحدث عن المراتب الاجتماعية وهذا امر طبيعي في اي مجتمع تجد العامل والمهندس والفلاح والمدير والعاطل نجد المتعلم والامي .. هذه المجتمعات بتركبيتها الاجتماعية في حالة من ان تسعى لأن تنظم امورها اي مجتمع يسعى الى ان ينظم اموره وعملية الاحتياج بين ابناء المجتمع كل يحتاج الى الكل باختلاف حالات الاحتياج.. ولذلك المجتمعات تكون فيها حالة صحية مثلا ً لو كان فيها حالة من التثقيف الصحي تكون حالة بعيدة عن الجهل لو كان فيها حالة من التثفيف على حب التعلم...
الجانب الصحي اجتماعياً جانب ممدوح والطبيب بما هو طبيب لاحظوا انا اتحدث عن مهنة الطب تقول هناك طبيب غير جيد هناك كذا انا لا اتكلم عن اشخاص وانما اتكلم عن حالة وهي حالة الطب هذه الحالة حالة صحية والمجتمع لابد ان يحترم هذه الكفاءات لاحتياجه لها ..والطبيب ضمن الطبقات الاجتماعية وطبقة جيدة هذا الطبيب مع حاجة المجتمع له وانا اكرر هنا انا اتحدث عن مهنة لا اتحدث عن شخص..
هذا الطبيب بما هو طبيب قطعاً يمارس دوره وبالنتيجة هذا الطبيب قد يخطئ وهذه القضية قديمة حتى عندنا في الفقه باب في استئجار الطبيب ..الطبيب قد يخطي واذا الطبيب اخطئ يتحمل مسؤولية الخطأ ما هي مسؤولية الخطأ ؟
الطبيب اذا لم يخطئ او ان اهل المريض قالوا له هذه العملية خطرة ونحن نعفيك من اي التزامات اخرى و باشر عمله لكن المريض توفى .. ليس كل شخص تُعمل له عملية جراحية ينجو لا توجد في كل بقاع الدنيا لا قديماً ولا حديثاً فتحدث حالات الوفاة في عمل الطبيب وهذا امر معروف..
ثم نبدأ بعد ذلك بالنقطة الثانية هل هناك تقصير في جانب الطبيب او بتعبير ادق هل هناك ضمان على الطبيب ..
هذه المسألة لها منشأ ولها طرق للاسف الشديد الذي يحصل الطبيب بدأ تنتابه حالات من الرعب لأن بعض الناس لا يتعامل مع القضية تعاملا ً اجتماعياً يرقى الى مستوى المسؤولية بمجرد ان توفي هذا الشخص هو عزيز على اهله وعلينا وعلى الطبيب لكن ياتي هؤلاء بطريقة همجية يحاولوا ان يعتدوا على الطبيب .. اقول هذه حالة اجتماعية غير محببة اخواني.. لا اريد ان اعطي الفاظ اكثر قسوة .. الطبيب اذا كان مقصراً هناك طرق قانونية وعرفية وشرعية نلجأ لها الى ان نأخذ ونجعل الطبيب يتحمل المسؤولية.. اما بهذه الطريقة اولا ً سيتولد فوضى ليس في هذه الحالة سيتجرأ كل من يملك بعض اسباب القوة ان يعتدي على الآخرين سيجعل بعض الاطباء يغادرون البلد ونحن في امس الحاجة لا الطبيب المعتدى عليه فقط بل حتى الاطباء الاخرين فهذه الحالة تحصل مع امهر الاطباء.. فاذا كانت كل حالة تُقابل بهذه الطريقة قطعاً ستتحول المسألة الى فوضى وهذه حالة اجتماعية نبهنا عليها من سنين لكن واقعاً بدأت القضية تزداد يوماً بعد آخر..
اقول الذي تمر به هذه الحالة الانفعالية لابد ان يفكر في عواقب هذا الامر اذا كان الطبيب مقصراً فهناك التزامات عليه لماذا هذه الطريقة العنيفة في ارعاب هذا السلك الطبي..
انا استغرب بعض الاخوة الان طلاب السادس العلمي يتنافسون على الدرجات العالية وهذا حق ثم يأتي آباء هؤلاء يعترض ان ولده لماذا لم يُقبل في كلية الطب مثلا ًفي الواقع ان هذه حالة من الازدواجية هذا ابنك طبيب بهذا التصرف منك سيكون مصيره مصير ما تفعله انت مع الناس..
الطب كمهنة هذه المهنة اذا لم يكن طبيباً في البلد يجب علينا ان نهيئ طبيباً يعالج الناس الطب مهنة شريفة نسعى لها ونشجع عليها نعم الطبيب لابد ان يكون حاذقاً وجيداً قلنا هذا مطلب آخر.. انا اتحدث عن مهنة لا تأخذنا حالة الانفعال والعصبية والروح الشيطانية الى ان نرتكب اشياء قد نندم عليها.. الانسان قد يستغل ضعف جهة نستغل قوة جهة على ان يمارس هذه الضغوطات بهذه الطريقة.. هذا امر مرفوض جملة وتفصيلاً وعلى الاخوة المتصدين لامثال هذه المسائل ان يلتفتوا الى عواقب هذه الامور اذا بقيت بهذه الطريقة المجتمع عليه ان يحمي كفاءاته لا تتحمل مؤسسة واحدة وفقط..
القضية الثانية :
طبعاً الشعوب ايضاً تتنافس في مسألة التعليم وعندما ينقل ونشاهد يتنافسون على نوعية التعليم الجيد والمدارس الجيدة انا اتحدث عن قضية واحدة في هذا الجانب وهذا الجانب فيه مفاصل متعددة لا اريد ان اتحدث عن بناية المدرسة ..و اتحدث عن طريقة التعليم وانما اتحدث عن حالة من الحالات.
انا ابني طالب فرضاً وبالنتيجة سيذهب الى مدرسة ويفترض يتعلم سأكون انا كأب واتحدث عن الحالة السلبية الآن سأكون انا كأب مدافعاً عن ابني سواء كان ابني مخطئاً غير نشط في الدراسة محاولا ً افراغ ذلك على رأس المعلم بحيث سيكون المعلم هو الحلقة الاضعف اذا رسب هذا الطفل او اذا تصرف تصرفات قد تكون غير اخلاقية..سيكون المعلم هو الحلقة الاضعف سيأتي ولي الامر ويتكلم على المعلم بكلمات لا ترقى الى مستوى ولي الامر او المعلم..
اود ان اركز على ان المسألة ليس لها علاقة بمطلب سياسي ولا اقتصادي انا اتحدث عن طريقة التعليم، ولي الامر اذا لم يزرع في ذهن ولده احترام المعلم الابن سيتمرد في المستقبل حتى على ابيه .. المعلم لابد ان يكون محترماً اجتماعياً..اتحدث عن ظاهرة اجتماعية.. لابد ان يكون المعلم محترماً لماذا هذه الجرأة على المعلم والمدرس وعلى من يمارس مسألة التعليم..انا اعتقد ان اغلب الحضور يؤيدون ما سأقول :
المعلم سابقاً كان الطالب مثلاً في وقت العصر ليس في وقت الدوام اذا رآه المعلم الطالب سيخاف وهذا الخوف ناشيء من احترام يقول المعلم مثلا ً رآني العب في الشارع ..من حق الطالب ان يلعب خارج الدوام لكن هيبة المعلم كانت تعطي وقار وكان الطالب عندما يجلس يشد انتباه الى هذا المعلم لان المعلم يربي فيه..الان المعلم عندما يكتب في دفتر الملاحظات لاولياء الامور.. اولياء الامور لا يكترثون وكأنهم اصحاب منّة على هذا المعلم..! (لا) المعلم هو صاحب المنّة فهو يعلّم.. والتفتوا اخواني انا اتحدث عن التعليم..ستقول لي المعلم لا يعلّم او يبحث عن درس خاص او فيه مشاكل انا اتحدث عن التعليم ..يفترض ان نبقي ونقدس عملية التعليم الناس الآن صنعوا بسبب تأثرهم بالمعلم حتى في الابتدائية .. المعلم حسس ونمّى فيهم روحاً طيبة للعلم ولحب البلد اصبح انساناً فعلا ً البلد يستفيد منه..
لكن اولياء الامور او المحيط لابد ان نعطي للمعلم الحصة الحقيقية من التربية الاحترام اللائق من التربية انا اعلم الان بعض المعلمين ينفقون من اموالهم الخاصة في سبيل ان يشتري مستلزمات بسيطة تفتقر لها المدارس حتى يهيئ جواً بمقدار ما يستطيع للطالب..
المعلم يحتاج واتحدث عن المسألة التعليمية ولا اتحدث عن اشخاص، مهنة التعليم هذه المهنة لابد ان تُقدس والقران الكريم حدثنا كثيراً عن مسألة العلم ..
هناك ظواهر اجتماعية اخرى تحتاج ان نلفت النظر لها بين فينة واخرى لأنها تؤثر علينا اجتماعياً جميعاً ..
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق