انتفضن كما انتفض ابناء العراق حينما اصدرت المرجعية الدينية العليا فتواها التاريخية في اعلان الجهاد الكفائي لمقاتلة العصابات الارهابية الضالة سليلة الامويين، فقدمت عجوزتان مسنتان اروع انواع الامثلة في خوض معركتان على مدار السنة، فالأيدي التي تقدم الذ الاطعمة لمقاتلي الحشد الشعبي وتوصل لهم ارقى انواع الخبز والمعجنات على سواتر العز والشرف، بفعل يعادل حمل السلاح ومقاتلة الاعداء، لا تستريح خلال العام الكامل الا لمدة إسبوعين خلال الزيارة الاربعينية يباشرن عملهن في خدمة الزائرين، لأنهن يؤمن بأن معركة كربلاء ومعارك الحشد الشعبي صدرن من سراج واحد هو منهج الامام الحسين "ع".
السياح والبيض
عوجية عبد (65 عام) تخدم في موكب صاحب الزمان (عج) منذ ستة اعوام وتأتي من مدينة الصدر قبل اسبوعين لتباشر بصنع السياح وتطليه بالبيض ليصبح وجبة افطار جاهزة، تقول "استعد للعمل بعد شراء 15 كيس من التمن وأقوم بطحنها وجلبها من بغداد الى كربلاء وأعجنها وأخبزها ويتكفل ابنائي بتوزيعها على السائرين، وأخبز 750 كيلوغرام من طحين التمن بمقدار 5250 قرص خبز".
وتضيف "اقدم في الفطور السياح والبيض والجبن والمربي ويقدم ابنائي مختلف الاكلات في الغذاء والعشاء"، مستدركة ان "لي زبائن كثر يقصدونني بل ويقصدني كثير من العاملين في خدمة المواكب لتناول السياح"، مبينة انها "منذ عام 2014 وبعد سقوط مدينة الموصل والتحاق ابنائنا بفصائل الحشد الشعبي بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي التي اعلنها المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) اخذت على عاتقي تجهيزهم بمختلف الاطعمة وبالذات الخبز والمعجنات، حيث سخرت نفسي وبناتي وزوجات اولادي للعمل ونجهز مئات الكيلوغرامات من الخبز والمعجنات وتأتي سيارات الحشد الشعبي لتنقلها الى ابنائنا في جبهات القتال، في الاسحاقي وناحية يثرب وبلد وسامراء وتكريت وبيجي والعلم".
وتشدد "اني عندما اخدم زائري الامام الحسين واساعد ابناء الحشد انهم في معركة واحدة وان نصر الحسين ونصرهم واحد واني اشارك المدافعين عن ابي الاحرار واحياء شعائره، وعندما ارى الزائر يرتاح يدخل السرور الى قلبي كما يدخله ولدي عندما يخبروني بوصول ما ارسله لهم الى جبهات القتال".
المعركة واحدة
رفيقة عمرها فاطمة جاسم( 67 سنة) تؤكد انها "منذ اربع سنوات تخدم طوال العام مقاتلي الحشد الشعبي بإعداد الخبز والمعجنات وبإنفاق كامل منها على مستلزمات العمل الذي يشاركه بها حوالي ستة نساء من معارفها وجيرانها، ولا يقطع خدمتها الا قدومها الى كربلاء المقدسة في ايام زيارة اربعينية الامام الحسين "ع" لتساعد زميلتها عوجية في تقديم السياح للزائرين"، مبينة انها "تشتري مادة مرهم معالجة الجلود وتقوم بتعبئتها بعبوات صغيرة وترسلها الى المقاتلين لمعالجة تشقق جلودهم خلال ايام البرد والمطر".
وتضيف انها "ترى معارك الحشد الشعبي امتداد لمعركة كربلاء الطف ، لان العدو واحد وما داعش الا وليدة الفكر الاموي المنحرف، ومن يقاتله اليوم هم ابناء العراق الغيارى الذين يرفعون رايات الامام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس "ع".
كربلاء ــ قاسم الحلفي
تصوير ــ عمار الخالدي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق