إلـى أئـمـة الـبـقـيـع (عـلـيـهـم الـسـلام)
سـحـابـةُ أحـزانٍ .. تـوضّـــــــــــــــــأ مـاؤهـا *** بـعـطـرِ قـبـورٍ .. مــــــــــا هـوَتْ كـبـريـاؤهـا
تـحـجُّ لـهـا الـسـبـــــــــــعُ الـسـمـاواتُ حُـسَّـراً *** عـلـيـهـا ٱنـحَـنـتْ عـشـقـاً .. فـجَـلَّ ٱنـحـنـاؤهـا
ومـا عَـجـبَـتْ حـيـنَ انـتـهـتْ عـنـدَ حـــــــفـرةٍ *** فـقـد ضـمَّ زيــنَ الـعـابـديــــــــــــــــنَ فِـنـاؤهـا
تَـفَـجَّـرُ مـن كـفّـيْـهِ أنـهـارُ عـــــــــــــــــــارفٍ *** فـيـجـتــــــــــــــــازُ وهْـمَ الـعـارفـيـنَ دُعـاؤهـا
صـحـيـفـتُـهُ الـحُـسـنــــــــــى صــبـاحُ مـديـنـةٍ *** يُـحـيـلُ ٱتّــســـــــــــاخَ الـنـفـسِ ورداً مـسـاؤهـا
مَـداهـا عـلـى شـتّـى الـذنـوب حـمــــــــــــامـةٌ *** تُـنـقِّــرُ مـيـمَ الـمـسـتـغـيـــــــــــــــثـيـنَ حـاؤهـا
بـهـا تـلـمَـسُ الآيـاتُ حِـسّـــــــــــــــاً مُـغـايِـراً *** فـيـــــــــــــــــــزدادُ وَهْـجـاً وٱتِّـسـاعـاً بـهـاؤهـا
نـوافـذُهـا طـلَّـتْ عــــــــــــلـى هـمـسِ شُـرفـةٍ *** عـلـى سُـدُمٍ طـــــــــــلّـتْ .. فـمـسَّـتْ سـمـاؤهـا
بـحـاراً بـلامِ اللهٍ .. مـن قـــــــــــــابِ قـوسِـهـا *** تُـحـيـطُ كُـمُـونَ الـمُـــــــــــــــسـتـقِـرّاتِ هـاؤهـا
فـيـا سـيّـدي أنـتَ الـسـلامُ مُـكـــــــــــــــــــلَّـلاً *** بـسـيــــــــــنٍ مـن الـسـبـطـيـنِ .. تـعـبـقُ لاؤهـا
تُـدلِّـلُ حـتّـى قـد عــــــــــــــــــــصَـاكَ بِـأمـنـهِ *** غـلامُـكَ وٱسـتـعـــــــــــــــــلــتْ لـديـكَ إمـاؤهـا
وتـخـلـقُ مـن أرضِ الـرقـيــــــــــــقِ حـرائـراً *** تُـنـشِّـئُ أحـراراً .. فـيـعـــــــــــــــلـو ٱنـتـمـاؤهـا
وتـحـمـلُ عُـمْـراً لـلـمـســــــــــــاكـيـنِ رزقَـهـمْ *** وفـي مَـتـنِـكَ الآثــــــــــــارُ .. عَــزَّ ٱنـمـحـاؤهـا
تـصـوَّرْتُ إذ تـمـضـي إلـى الـشـامِ .. تـرتَـدي *** قُـيـوداً .. يَـحِـزُّ الـلـحـمَ مـــــــــــــنـكَ مَـضـاؤهـا
وَرَوْعةُ أيـتـــــــــــــــــامٍ .. وسُـقـمٌ .. وغُـرْبـةٌ *** وعـمّــــــــــــتُـكَ ٱلـعُـظـمـى .. عـظـيـمٌ بـلاؤهـا
وتـنـصـحُ كـي تـهـــــــــــــــدي الـلـئـامَ لِـجـنّـةٍ *** ويـنـجُـوَ مـن نـــــــــــــــــــارٍ دنــتْ سُـفـهـاؤهـا
فـ (للهِ) كـم تُـعــــــــــــــــطـونَ ..حـدَّ فـنـائـكـم *** بـذاتِ كـريـمٍ لا يُـحَـدُّ عـطـــــــــــــــــــــــــاؤهـا
فـتـعـطــــــــونَ مـا يـمـضـي ومـا هـو مَـقـبـلٌ *** وقـدْ مَـنَـعَـتْـكُـمْ مــــــــــــــــــــــاءَهـا كـربـلاؤهـا
ويـا سـيّـــــــــــــــــــدي بـالله مـنْ أيِّ روضـةٍ *** جـمـــــــــــــــعْــتَ زهـوراً .. يَـرْتَـديـكَ شـذاؤهـا
وشـكّـلـتَ مـنـهـا بـــــــــــــاقـرَ الـعـلـمِ لـوحـةً *** قـديـمـاً بـهـا قــــــــــــــــــــــد أُذهِـلَـتْ أنـبـيـاؤهـا
تـفـاصـيــــــــــــلُـهـا لـمّـا بِـفُـوضـى تـأطّـرَتْ *** تَـجَـلّـــــــــــــــــى لِـمـا بَـعْـدَ الـصـفـاءِ صـفـاؤهـا
بِـحـيـثُ تـرى الأفـكــــــــــــارَ ورداً وبـسْـمَـةً *** يُـفَـنِّـدُ آراءَ الـظــــــــــــــــــــــــــــــلامِ ضـيـاؤهـا
فَـيـسْـتَـلُّ مـنـهـا جـعـفـرُ الــــــصـادقُ الـرؤى *** مُـكَـوْكَـبــــــــــــــــــــــــــــــةً ..لله يـعـدو ثـراؤهـا
مُـوازٍ لـِشـاقــــــــــــــــولِ الـسـمـا مـلـكـوتُـهـا *** ومـن مُـسْـتـــــــــــوٍ فـي الأرضِ كـانَ ٱسْـتـواؤهـا
فـيـا مـعـدِنَ الـتـوحـيـــــــــــــــدِ يـا خـيـرَ أمّـةٍ *** أتـتـنـا لِـنـحـيــــــــــــــــــــا فـٱسْـتُـحِـلّـتْ دمـاؤهـا
تـخـطَّـيْـتُـمـو بـالـمـسـلـكِ الـصـعـبِ عِـصـمـةً *** إلـى الـحـسـنِ الأعـلـى يُـشَــــــــــــــــــــدُّ لـواؤهـا
فـمِـنْ حُـسْـنِـهِ كـلُّ الـجـمـيـــــــــلاتِ تـبـتـدي *** وفـي دورةِ ٱلـمـعـــــــــــــــــــنـى إلـيـهِ ٱنـتـهـاؤهـا
ومـا هَـدمَ الأقـــــــــــــــــزامُ يـومـا قـبـورَكـم *** ولـكـن تـنـــــــــــــــــــــحّـى عـن عُـلاكـم بـنـاؤهـا
فـطـافـتْ لِـتـشـيـيـدِ الـمـقـــــــــــــــام مـلائـكٌ *** نِـتـاجُ قُـصـورِ الـمـذنـبـيــــــــــــــــــــــنَ خـفـاؤهـا
فـإنْ وَضَـعَ الـمـــــــــــــهـديُّ فـوقَ رؤوسِـنـا *** يـداً .. يُـكـمـلُ الأحـــــــــــــــــــلامَ فـيـنـا نـقـاؤهـا
سـنُـبـصـرُ فـنّـاً لـم تَــصِــــــــــــلْـهُ حـضـارةٌ *** بـهـا يـسـبـقُ الألـــــــــــوانَ – مـعـنـىً – فَـنـاؤهـا
لِـذلـكَ ثـــــــــــــــــــــوراتُ الإبـاءِ قـبـورُكـم *** ومـن خـطـبـةِ الـزهـــــــــــــــــراءِ كـانَ ٱبـتـداؤهـا
حـيـدر أحـمـد عـبـد الـصـاحـب
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق