النهج السينمائي بيرق خفاق بسماء الأبداع

اتخذ من تميز الاعمال وكثرة المشاركة فيه طابعا له, يهدف الى بث القيم الانسانية والخيرية بطريقة ابداعية من خلال العروض السينمائية, مهرجان النهج السينمائي ابتدأ عام 2014 وكان انطلاق دورته الأولى في ٢٥-٣-٢٠١٥ متخذا من السينما ارضا خصبة ليزرع فيها رسالته الانسانية والتي ترنوا الى صناعة حياة يعيشها الناس كرماء وسعداء.

ويختتم مهرجان النهج السينمائي الدولي دورته الحالية, اذ استمر لخمسة ايام على قاعة مدينة الامام الحسين عليه السلام للزائرين في كربلاء, والذي جاء بدورته الرابعة على التوالي حيث شهد حضور جماهيري متميز ومن أهم النخب العراقية و العربية والاجنبية السينمائية المشاركة بالمهرجان وحضورا رسمي للحكومة المحلية و مسؤولي العتبة الحسينية.

يقول مخرج ومدير المهرجان حسنين الهاني, ان "المهرجان اقيم من قبل مجموعة قنوات كربلاء حيث بلغ عدد الدول المشاركة في مسابقات النهج هي 117 دولة ودخل المسابقة الرسمية 136 فيلم للمنافسة في مسابقة المهرجان من اصل 3150فلما تم ارسالها للمهرجان ".

ويبين للموقع الرسمي "تنقسم مسابقات المهرجان الى اربعة مسابقات لاختيار افضل الافلام الوثائقية والروائية و وافلام الرسوم المتحركة (الانيميشن) والسيناريو".

ويضيف "هناك أربع أفلام عراقية من انتاج قنوات كربلاء لمهرجان النهج (o+ , بير عليوي,2038 , وصول)، حيث شهد الافتتاح فيلم وثائقي قصير من إنتاج العتبة الحسينية  المقدسة وتلاه الفيلم الوثائقي من انتاج قناة كربلاء الفضائية بعنوان كينو للمخرج حسام هادي يتناول فيه دور المهرجانات و صالات السينما في العراق".

ويشير "المهرجان يتعامل مع السينما على أنها رسالة إنسانية وظيفتها صناعة حياة يعيش فيها الناس كرماء سعداء". 

عرس فني عراقي

لعل اهم الامور التي من الممكن ان تضيف الطابع الثقافي والابداعي للأفراد هو تنامي استخدام الفنون بشتى الوسائل وترجمة الوضع المحيط بالناس عن طريق استخدام السينما.

ويقول الفنان العراقي محسن الجيلاوي, ان "هذا المهرجان اتاح الفرصة لنا كفنانين ان نحتك مع نخب الفنانين العرب والاجانب ونطلع على تجاربهم فضلا عن الجلسات النقدية التي تخللها المهرجان".

ويضيف "السينما العراقية بدأت تتعافى تدريجيا لما يضيفه هذا المهرجان وباقي المهرجانات ولأننا بدانا نضع ارجلنا في الطريق الصحيح ومتجهين نحو انتاج سينمائي".

ويشير الجيلاوي "الحروب والارهاب خلف حكايات مؤلمة على الشعب العراقي, و يجب ان توثق سينمائيا ليرى العالم ما فعله الارهاب, لذا سميت مهرجان النهج بالعرس السينمائي لأنه وصل لغايته الفنية في ايصال رسائله".

وزارة الثقافة لم تقدم شيء منذ 2003

بعد ان سأم رواد الوسط  الفني من التقاعس الذي جرى على وزارة الثقافة العراقية بدأوا يعولون على المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والتجمعات التي تقيم الفعاليات الفنية باجتهاد فردي.

ويقول الفنان محمود ابو العباس "العراق منذ السقوط والى الان لم يخرج من المخطط الارهابي الذي من شانه التدمير ليس فقط على البنى التحتية بل التدمير الثقافي والفكري ايضا".

ويضيف للموقع الرسمي "وزارة الثقافة لم يكن لها الدور في تحقيق شيء بل المؤسسات والمنظمات هي التي حققت ". لافتا "مهرجان النهج في هذه الدورة كان اكثر تنظيما من السنوات السابقة لان تراكم الخبرة تؤدي الى حرفية العمل".

السلاح الجديد

لان الفنون اقرب الوسائل التي تصل الى انفس وذائقة المتلقين بمختلف مستوياتهم لذا يعتبر الممثل السوري الشهير رضوان عقيلي ان مهرجان النهج السينمائي الدولي الرابع وسائر الفعاليات السينمائية الاخرى سلاحا جديدا ذو حدين لمواجهة الفكر المتطرف والارهاب من جهة, والتنمية الفنية والفكرية والثقافية من جهة اخرى.

ويقول المخضرم  عقيلي, ان "مهرجان النهج السينمائي هو وسيلة فعالة من وسائل الحرب على الارهاب في ظل الهجمات الشرسة التي يتعرض لها البلاد".

ويتابع للموقع الرسمي, من المفرح ان تجمع مخرجين وممثلين من طوائف وبلدان مختلفة في مهرجان سينمائي وتحت راية كربلاء فهذه اكبر رسالة لمحاربة الافكار الضالة".

معاناة الفقراء محور فني

خطوط الفقر بدأت بتزايد نتيجة الحروب الارهابية التي شهدتها البلاد, ومن هذا المنطلق فأن المسؤولية تقع على الجميع لا سيما المثقفين والادباء والكتاب والسينمائيين والمسرحيين, فلابد من تسليط الضوء على المستوى الذي وصل اليه العراق في تفشي الفقر والحرمان عن طريق شاشات العرض السينمائي لان الرسائل التي تنبثق عنها تكون موجهة بشكل تلقائي او مباشر.

الدكتور شريف السعدي وهو استاذ في كلية الاعلام بجامعة بغداد يوضح لنا اهم الطرق لمعالجة القضايا التي تهم شرائح المجتمع العراقي والتي من الممكن ان تعالج عن طريق السينما,  اذ يقول للموقع الرسمي, ان "هذه الافلام التي عرضت جلها تمثل ظواهر تفشت في مجتمعنا ومن الممكن نقل هذه المعاناة لجهات ذات قرار لمعالجتها".

طاقة جمالية وجلسات نقدية

أنها تقوم الاعمال السينمائية وتقف على مواضع القوة والضعف بعيد العروض السينمائية, فضلا عن تبادل الافكار والرؤى خلال تلك العروض .

يقول المخرج المسرحي والكاتب والناقد الفني الدكتور علي عبد الحسين الشيباني, ان "ما شاهدته خلال العروض السينمائية وبعدها وانا احد اعضاء اللجنة التحكيمية للعروض, وجدت طاقة جمالية عظيمة اشعرتني بالفرح لان كربلاء ستكون لها الريادة والابداع  في المجال الفني".

ويضيف للموقع الرسمي "الدراما هي صناعة وحتى نصل لتحقيق هذه الصناعة يمكن ان نضع وبشكل كبير ما نريده من مواضيع في الجانب الاجتماعي والسياسي وحتى الاقتصادي لذا اصبحت الدراما  قريبة جدا لمعالم الحياة".

الوجه المشرق للعراق

اصبحت المادة الاعلامية التي تسوق للعالم على ان الحياة في العراق غير صالحة ولا يحتوي سوى الدمار والارهاب والقتل لكن التجربة التي خاضها زائري مهرجان النهج السينمائي وهم في الغالب من دول عربية واجنبية اظهر حقيقة ما هو عليه العراق الان , وليس كما صورته الصحافة الغربية.

يقول الممثل اللبناني عاصم وهبي, ان "الوضع في العراق مطمئن ومفرح, اظهرت الوجه الاخر للعراق بلد الحضارات وليس كما صور للعالم على انه بلد غير امن".

ويضيف للموقع الرسمي "شاهدت من خلال هذا المهرجان الكفاءات العراقية والمبدعين منهم حيث اوصلوا رسالتهم الفنية رغم تنوع الافكار والمشاركات وعلى جميع الاصعدة وبحرفية عالية".

عجلة السينما تتحرك بعد توقفها

يقول الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم وهو ناقد عراقي حاصل على الماجستير في النقد السينمائي وعضوا في لجنة فرز السيناريو ضمن الكادر الخاص بالمهرجان, ان " هذه المهرجانات من شانها تحريك عجلة السينما الراقدة نوعا ما, فضلا عن فسح المجال امام المشاركات العالمية وتضمينها في المهرجان لتلاقح الافكار وتجديد الرؤى".

ويضيف للموقع الرسمي "نفتقر الى صالات العرض السينمائي لذلك هذه المهرجانات نوعا ما تعوض النقص الحاصل في هذا الفن ولان السينما تعرف بالفن السابع لذا سميت بالفن السابع بمعنى تحتوي على جميع الفنون السابقة".

وشهد هذا العام مهرجان النهج السينمائي الدولي الرابع بدورته الرابعة والذي اقامته مجموعة قنوات كربلاء  العائدة للعتبة الحسينية المقدسة, اقبالا واسعا من قبل النخب وعامة الناس.

 

حسين حامد الموسوي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات