قال ممثل المرجعية الدينية العليا في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بتاريخ 19/رجب الأصب/1439هـ الموافق 6 /4 /2018م" يجد المتتبع والمتأمل للكثير من الروايات الواردة عن المعصومين خصوصاً عن الباقر والصادق (عليهم السلام) اهتمامهم الشديد بتوعية اتباعهم بحقيقة وجوهر التشيّع، وذلك حرصاً على الحفاظ على المنهج المتكامل لمذهب أهل البيت وصيانته من حصول سوء الفهم او الاشتباه او الغفلة او التطبيق السيء له، مما يحرفه عن وجهته الاصيلة التي تمثل الوعاء العلمي والعملي الكامل لمنهج القرآن الكريم والنبي الاكرم صلى الله عليه وآله".
وأضاف الشيخ عبد المهدي الكربلائي" ان الأئمة عليهم السلام وجدوا في بعض شيعتهم مصاديق لذلك، من خلال رؤيتهم الدقيقة للواقع المعاش لشيعتهم، وأن ترك هذه الظواهر في خضم التحديات الفكرية والاخلاقية والشعائرية التي يمر بها أتباعهم، وفي ظل المعترك الفكري والحضاري مع مذاهب وديانات اخرى سيشكل تهديداً خطيراً على هوية وجوهر التشيع..
لذلك تصدى الائمة (عليهم السلام) بكل قوة للحفاظ على المقومات الاساسية للتشيّع، المتمثلة بالعقيدة الصحيحة والعبادات المشروعة والشعائر المأثورة والعمل الصالح والاخلاق الفاضلة.."
وأوضح الكربلائي" حيث اننا نعيش تحديات صعبة في وسط قد يغلب فيه قلة الوعي وعدم الفهم الصحيح لما أراده أئمة اهل البيت (عليهم السلام) نجد لزاماً التذكير دائماً بمقاصد ومضامين روايات ائمة اهل البيت عليهم السلام ومنها:
1-تطابق العمل مع العلم والعقيدة: روي عن الامام الصادق (عليه السلام): (ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في اعمالنا وآثارنا، ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه، واتّبع آثارنا وعمل بأعمالنا اولئك شيعتنا).
2-الملازمة بين الشِعار (شعار التشيّع) والتقوى والورع في دين الله أي الوعي لجوهر التشيع المتمثل بالورع والتقوى: من ذلك قول الامام الباقر (عليه السلام) لبعض شيعته: (والله ما معنا من الله براءة ولا بيننا وبين الله قرابةٌ ولا لنا على الله حجّةٌ ولا نتقرب الى الله إلا بالطاعة فمن كان منكم مطيعاً لله تنفعهُ ولايتنا ومن كان منكم عاصياً لله لم تنفعه ولايتنا.. ويحكم لا تغتَرُّوا ويْحَكُم لا تغتَرُّوا).
3-الاهتمام بالتعايش السلمي مع مكونات المجتمع الاخرى: ففي رواية عن الصادق (عليه السلام) لبعض شيعته: عليكم بتقوى الله وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الصحبة لمن صحبكم وإفشاء السلام وإطعام الطعام، صلّوا في مساجدهم وعودوا مرضاهم واتبعوا جنائزهم فإن أبي حدّثني ان شيعتنا اهل البيت كانوا خيار من كانوا منهم..
صباح الطالقاني الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق