تحدث ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد أحمد الصافي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في( 19/رمضان/1435هـ ) الموافق( 2014/7/18) متناولا ثلاثة أمور أستهلها بالقول:أيها الأخوة والأخوات أود أن اعرض على مسامعكم الكريمة بعض الأمور :الأمر الأول :تم في يوم الثلاثاء الماضي انتخاب هيئة رئاسة مجلس النواب وكان هذا خطوة مهمة في جانبين: احدهما هو تفعيل دور المجلس التشريعي والرقابي، وثانيهما هو التمهيد لانتخاب رئيس الجمهورية ومن ثم تشكيل الحكومة الجديدة.ونحن إذ نرحب ونشيد بانتخاب هيئة رئاسة مجلس النواب ندعو المجلس الى العمل سريعاً على إصدار القوانين الضرورية التي طال انتظارها كقانون الموازنة وقانون المحكمة الاتحادية وقانون النفط والغاز - بعض القوانين أيها الأخوة قد تأخر لأكثر من دورة انتخابية وبعضها حبيس الأوراق أكثر من خمس سنوات ولاشك هذا تعطيل واضح - .كما ندعو الكتل السياسية الى الاسراع في اختيار رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة وفق التوقيتات الدستورية..ونجدد التذكير بما سبق بيانه من ضرورة ان تحظى الحكومة القادمة بقبول وطني واسع وتكون قادرة على حل أزمات البلد ومعالجة الأخطاء السابقة.الأمر الثاني :ان الظروف القاسية التي يعيشها الأخوة النازحون والمهجرون من ديارهم بسبب سيطرة الإرهابيين على مناطقهم لا زالت كما كانت ظروفاً صعبة اقتصادياً وإنسانيا وان المؤسسات المعنية بهذا الشأن لا زالت إجراءاتها لا ترتقي الى مستوى المعاناة فبالرغم من الوعود المسموعة لمساعدتهم وتخصيص مبالغ معينة لرفع معاناتهم لتوفير الحد الأدنى من الأمور الضرورية لهم الا ان بطئ الإجراءات وعدم قدرة بعض المؤسسات على النهوض بمسؤوليتها تقصيراً او قصوراً أبقى المشكلة على ما هي عليه ولولا الخيرون من ابناء هذا الشعب الكريم المعطاء أفرادا ومؤسسات الذين هبّوا لمساعدة إخوانهم وبذل ما أمكن من ملبس ومأكل ومسكن لكن الحال أسوأ بطبيعة الحال لذا على الجهات المعنية ان تتحمل كامل مسؤولياتها والتعامل مع هذا الملف الإنساني بكل جديّة سواء أكانت هذه الجهات محلية ام دولية.الأمر الثالث :اننا في الوقت الذي نشد على ايادي القوات الأمنية وافراد الجيش والاخوة المتطوعين الذين يقاتلون الإرهابيين بشدة وبسالة نحذّر من استهداف قرى أخرى وأماكن هنا وهناك من قبل الجماعات الارهابية .. بل لابد من الحيطة والحذر واخذ الاهبة والاستعداد دائماً ورصد جميع التحركات المريبة وحشد جميع الطاقات ورص الصفوف من اجل حماية جميع المدن وتطهير جميع الأراضي من شرور الإرهابيين بعزيمة قوية وشجاعة عالية وهمّة مستديمة لا تضعف ..نسأل الله تعالى ان يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من شرور الأعادي.نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرينا بأعدائنا ذلّة عاجلة ..نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ لهذا البلد كرامته وهيبته وان يتغمد الشهداء الاعزاء برحمته الواسعة وان يتلطف على جميع الجرحى بالشفاء العاجل..
والحمد لله رب العالمين ..
اترك تعليق