بنسخته الرابعة... مهرجان الحسيني الصغير تميز نوعي في سماء الابداع المسرحي

مهرجان الحسيني الصغير لمسرح الطفل الدولي الرابع في كربلاء المقدسة يختتم فعالياته, خلال الاسبوع الماضي, والذي استمر على مدار اربعة ايام متتالية, برعاية كريمة من لدن الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، وبإدارة متميزة من قبل قسم رعاية وتنمية الطفولة التابع لها, حيث احتوى المهرجان على عدة فقرات كان اهمها العروض المسرحية بواقع عرضين في اليوم للفترة الصباحية والمسائية.

والى جانب ذلك تخلل المهرجان  ايضا جلسات في النقد وتنظير الاعمال, فضلا عن الورش التدريبية التي تفضي مجالا اوسع لمسرح الطفل في الوسط الفني, هذا وقد حضر المهرجان  فرق مسرحية من داخل العراق وخارجه، بالإضافة الى شخصيات رسمية وفنية ايضا.

يقول مدير مهرجان الحسيني الصغير الرابع لمسرح الطفل  محمد الحسناوي, ان" هذا المهرجان بدورته الرابعة جاءت هذه النسخة بمشاركتين دوليتين من تونس وسوريا الى جانب المشاركات العراقية ,حيث هناك ثمان عروض مسرحية على مدار اربعة ايام وبالفترة الصباحية والمسائية".

ويضيف في حديث لموقع العتبة الحسينية المقدسة, ان" الهدف من هذا المهرجان هو بث القيم التربوية والاخلاقية عن طريق وسيلة المسرح كونها ذات تأثير كبير على الاطفال".

ويوضح الحسناوي, استهل المهرجان عروضه بمسرحية بطرس والملك فطرس, وهو عمل من انتاج قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة, يسعى الى الدمج بين رؤية سريالية تعكس الصراع السرمدي بين الحق والباطل, حيث تمزج من خلال طرحها الواقع الراهن المؤلم الذي المّ بسكان العراق خلال السنوات القليلة الماضية, مقتبسة من شخصية الامام الحسين عليه السلام صورة مشرقة لنهاية الظلم الذي يكتنف العالم.

وهو من اخراج: ميثم البطران

تأليف: مهند العاقوص , احمد الصفار

جلسات نقاشية لتقويم وتنظير العروض المسرحية

شهدت اعمال مهرجان الحسيني الصغير لمسرح الطفل في نسخته الرابعة اقامة عددا من الجلسات النقاشية التقويمية للعروض المشاركة وعلى مدى ايامه الاربعة.

اذ اشترك اعضاء اللجان الفنية الخاصة بالمهرجان في تلك الجلسات لتسليط الضوء على مواطن القوة والضعف التي رصدها النقاد لتلك الاعمال، وتداول الآراء حولها، فضلا عن بعض المداخلات من قبل ضيوف المهرجان.

الدكتور جبار خماط حسن وهو مخرج مسرحي وتدريسي في كلية الفنون الجميلة، كان على رأس  لجنة النقد حيث يفيد قائلا، أن "الورش المقامة هي في ذاتها عملية تواصل مباشرة بين الجمهور والكوادر الفنية المشتركة في الاعمال المسرحية".

ويضيف، في حديث لموقع العتبة الحسينية المقدسة" يجري خلال تلك الورش تقديم المشورة وتبادل الآراء بين النقاد من جهة والقائمين على الاعمال من جهة أخرى في عملية نقد بناء يصب في النهاية لمصلحة المسرحيات المعروضة".

ويذكر خماط ان اقامة هذا المهرجان هو اضافة نوعية لواقع الثقافة داخل العراق وخاصة لفئة عمرية مهمة هي اساس بناء المجتمع الفني والفكري في اي بلد. مبينا" المسرح يحفز بناء الطفل بشكل سليم من جميع النواحي الفكرية والثقافية والحسية".

من جهته يشيد عضو اللجنة النقدية الدكتور ماهر الكتيباني بالمهرجان، قائلا "يشكل نافذة حيوية في زمن اصبح مجدب في ماله علاقة بثقافة الطفل".

ويضيف في حديث لموقع العتبة الحسينية المقدسة" المهرجان بدورته الرابعة وتطوره دليل على ان هناك رعاية حقيقة لشريحة كبيرة هي الاساس لبناء المجتمع".

ويختتم الكتيباني حديثه، ان" المسرح وسيلة مثلى في تطوير المهارات ومنح الطفل القدرة على التفكير السليم وترك ما هو مستهلك". مشددا على قدرة المسرح على اعادة الحياة للواقع الاجتماعي".

فنون خيال الظل المسرحي

نظمت الهيئة التحضيرية للمهرجان ورشة تدريبية تحت عنوان فنون خيال الظل المسرحي، بمشاركة ممثلي الفرق المسرحية المشاركة وعددا من الشخصيات الفنية خلال ايام العرض.

مدرب الورشة الدكتور احمد محمد، وهو تدريسي في جامعة بابل، يعلق قائلا، الهدف من اقامة هذه الورشة هو انماء قدرات المخرجين على ان تكون تحت سيطرته ادوات فنون خيال الظل والفنون اللفظية فضلا عن الفنون الصورية  الجمالية وزجها ضمن مسرح الطفل".

ويبين, في حديث لموقع العتبة الحسينية المقدسة "من اهم الفنون الحداثوية فنون الظل، التي تأخذ الجانب الفني والمعرفي الى حد من الممكن ان يوظف في مسرح الطفل".

ويضيف" فنون الظل هي من الفنون الصورية فهو حديث الضهور في المنطقة الشرقية فمن هذا المنطلق يتحتم علينا كفنانين ان نفصح عن هذا الفن في الوسط الفني والمسرحي".

ويوضح" من الممكن توظيف تقنية مسرح الظل وتقريبها للمختصين بمسرح الطفل لان الظل وفنونه هو اقرب انواع الفنون الى نفسية الطفل وخياله ونموه المعرفي".

ويشير مدرب الورشة الى، ان "مهرجان الحسيني الصغير اتاح لنا الفرصة على جمع الكوادر الفنية العاملة في مجال المسرح الخاص بأعمال الكبار واعمال مسرح الطفل على حد سواء".

مسرح الطفل ماذا له وما عليه

الى ذلك نظمت الهيئة التحضيرية لمهرجان الحسيني الصغير لمسرح الطفل ندوة بحثية حول ادبيات مسرح الطفل قدم من خلالها المخرج مقداد مسلم ورقة علمية سلط الضوء فيها على اهم احتياجات المسرح الموجه للطفل.

ويقول مؤسس منتدى المسرح في بغداد مقداد مسلم ، "تعقد هذه الندوة بهدف استعراض ابرز الآراء النقدية الخاصة بالأعمال المسرحية خلال المهرجان".

ويضيف في حديث لموقع العتبة الحسينية المقدسة" كما جرى خلال الندوة تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة المتداولة في الوسط الفني حول المسرح الموجه للطفل". مبينا" لا يوجد مسرح تحت عنوان مسرح الطفل بل هناك مسرح موجه للطفل".

ويشير مسلم الى، ان "ثقافة التعامل مع الاطفال بحاجه الى مقومات خاصة قادرة على تأمين التواصل الفكري والحسي لإيصال المعلومات المراد ايصالها اليهم، فضلا عن الطرق والادوات المساعدة". مؤكدا على ان المسرح تحديدا والتمثيل بشكل عام من ابرز الوسائل المختصرة للوصول الى فهم الطفل وعقله لتثقيفه".

قالو عن المهرجان..

من سلطنة عمان الدكتورة فاطمة اللواتي المختصة في  تربية الموهوبين تقول" سيترتب على مشروع مهرجان الحسيني الصغير الذي تتبناه العتبة الحسينية المقدسة اثر ايجابي كبير على صعيد تربية وثقافة الناشئة في العراق" .

ودعا عضو لجنة التحكيم الفنان محمود ابو العباس حيث يقول" ادعو وزارة الثقافة العراقية الى الالتفات لحجم وتأثير مهرجان الحسيني الصغير وتعمل على تقديم الدعم والتعاون لإثارة وتنميته كونه من التجارب الواعدة في البلاد".

ويقول الممثل ناظم زاهي في حديث لموقع العتبة الحسينية" اظهر مهرجان الحسيني الصغير عددا من المواهب الفتية التي سيكون لها مستقبل في مجال الفن والمسرح".

ويقول رئيس المركز العراقي للطفولة الدكتور حسين علي هارف, ان" تجربة المسرح الحسيني الصغير مدعاة للفخر والاعتزاز وكلي ثقة ان هذا المهرجان يرتقي عاما بعد عام".

ووجه الممثل قحطان زغير دعوة الى كل المعنيين لتعميم تجربة مسرح الطفل التي يحتضنها مهرجان الحسيني  الصغير, مثنيا على جهود العتبة الحسينية التي تبنت مشروع دولة ومهامها".

ويقول المخرج والناقد مسرحي الدكتور بشار عليوي, ان" الدورة الرابعة للمهرجان كانت متقدمة جدا من ناحية الاداء والتنظيم والعروض وتمثل بادرة امل لإرساء ثقافة تربوية للطفل".

وبحسب المخرج المسرحي حسين علي صالح, المهرجان يسير بخطوات واثقة نحو النجاح  بفضل العتبة الحسينية المقدسة التي عكست للجميع الوعي والادراك الكبيرين لاحتياجات شريحة الاطفال".

وامنيات حملتها كلمات استاذة النقد في كلية الفنون الجميلة الدكتورة سافرة ناجي, وتقول" اتمنى ان تعمم تجربة مسرح الطفل على جميع المحافظات العراقية بعد التطور الكبير الذي اصبح عليه مستوى مهرجان الحسيني الصغير".

وختاما عبر المخرج التونسي مروان الصلعاوي عن سعادته الكبيرة حيث يقول" نحن سعداء جدا بمشاركتنا في هذا المهرجان الواعد الذي يعد حجر الاساس لمشروع تأسيس ثقافة خاصة بالطفل العراقي".

 

حسين حامد الموسوي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

 

المرفقات