اعتبرت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف أن زيارة الأربعين لهذا العام اتسمت بـ "الدقة في تنظيم الأمور" في الوقت الذي يصعب تنظيم ممارسة مشابهة لها في الدول المتقدمة، فيما أكدت أن "الشعب العراقي أرفع من أن تنال منه إشاعة أو أكذوبة".
ووصفت المرجعية الشعب العراقي على لسان ممثلها في كربلاء، أحمد الصافي، بـ "الشعب النبيل".
وأضاف الصافي في الخطبة الثانية من صلاة يوم الجمعة، التي أقيمت بحضور حشد من المصلين داخل الصحن الحسيني الشريف "إن الشعب العراقي قدم كل ما بوسعه في سبيل إنجاح هذه الزيارة فرغم كل معاناته وآلامه لكنه تناساها وتغافل عنها مسطراً بذلك تاريخاً مشرّفاً يضاف الى سجل تأريخه".
وتابع: "فما أجوده وما أسخاه وما أصبره فهو شعب معطاء ومضياف ومجاهد..حيث يندر ان نجد شعباً يسعى كل أبنائه شيوخاً وشباباً ونساءً في فترة زمنية قد تصل إلى 20 يوماً لخدمة بعضهم بعضاً وخدمة ضيوفه خارج العراق وبسخاء لا يوصف مع الدقّة في تنظيم هذه الأمور".
ورأى السيد الصافي، أن الشعب العراقي أرفع وأسمى وأمنع من أن تناله إشاعة هنا أو أكذوبة هناك، في إشارة إلى الإساءات الأخيرة التي حاولت وسائل إعلام من خلالها النيل من زيارة الأربعين.
وقال سماحته "إن الشعب العراقي شعب أصيل وواثق من نفسه ومحافظ على هويته".
ولفت إلى أن الإرهابيين لما لم يتسن لهم استهداف الزوار في الزيارة الأربعينية ليقظة القوات الأمنية وتعاون الزائرين معهم.
وقال معلقاً حول حادث الزائرين الأخير قرب محطة وقود الشوملي في محافظة بابل: "فيا لبؤسهم وخستّهم ويقيناً ان إرهابهم لَيزيدُ عُشّاق الإمام الحسين (عليه السلام) إصرارا على زيارته والتمسك بنهجه".
وقال أيضا "إن هؤلاء المجرمون فسينالون جزائهم في ساحات القتال على أيدي مقاتلينا الأبطال".
وأشار ممثل المرجعية العليا إلى مشاركة القوات العراقية المسلحة في زيارة الأربعين.
وقال سماحته: "الذين يقاتلون ألان ويرابطون في سوح القتال كانوا قبل ذلك أكثرهم يشاركون اخوانهم في هذه الزيارة وهم الان في وضع آخر اذ يدافعون عن البلاد والعباد ضد الطغمة الإرهابية المسماة بداعش".
وأضاف "فهم وان حُرموا من الزيارة بأبدانهم ولكن نالوا من الثواب ما هو اعظم من ذلك بالإضافة الى ان كثيراً من الزوار الكرام اشركوهم في ثواب زيارتهم فنالوا اجراً مضاعفاً فياليتنا كنا معهم".
وفي ما يلي النص الكامل للخطبة الثانية من صلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 24/صفر الخير/1438هـ الموافق 25/11/2016م :
اخوتي اخواتي :
الحمد لله لقد انتهت الزيارة الاربعينية في هذا العام وبأعداد مليونية وفي ظروف جيدة..
ونود الاشارة الى :
اولاً :
ان الشعب العراقي النبيل كما عودّنا قد كل ما بوسعه في سبيل انجاح هذه الزيارة فرغم كل معاناته وآلامه لكنه تناساها وتغافل عنها مسطراً بذلك تاريخاً مشرّفاً يضاف الى سجل تأريخه، فما أجوده وما أسخاه وما أصبره فهو شعب معطاء ومضياف ومجاهد..حيث يندر ان نجد شعباً يسعى كل ابناءه شيوخاً وشباباً ونساءاً في فترة زمنية قد تصل الى 20 يوماً لخدمة بعضهم بعضاً وخدمة ضيوفه خارج العراق وبسخاء لا يوصف مع الدقّة في تنظيم هذه الامور التي قد يصعب تنظيمها حتى في الدول المتقدمة من هذه الجهة مع ملاحظة ان العبء كان ثقيلا ً جداً ولكن الجميع تحملوه برحابة صدر ولذلك لابد من ان نشكر كل من ساهم في انجاح الزيارة بصورة افضل مما كان من الاعوام الماضية ولاسيما عناصر الشرطة وسائر الاخوة الذين تكفلوا بحفظ الامن فقد ادوّا واجبهم على احسن وجه وكذلك الجهات الحكومية المختلفة..واما اصحاب مواكب الخدمة فكان دورهم هو الابرز في إنجاح الزيارة فجزاهم الله جميعاً أفضل جزاء المحسنين.
ان هذا الشعب هو أرفع وأسمى وأمنع من ان تناله إشاعة هنا او أكذوبة هناك فهو شعب اصيل وواثق من نفسه ومحافظ على هويته.. على ان الارهابيين لما لم يتسنى لهم استهداف الزوار في الزيارة الاربعينية ليقظة القوات الامنية وتعاون الزائرين معهم استهدفوا جمعاً منهم في محطة للوقود في الشوملي فيالبؤسهم وخستّهم ويقيناً ان ارهابهم لَيزيدُ عُشّاق الامام الحسين (عليه السلام) اصراراً على زيارته والتمسك بنهجه وأما هؤلاء المجرمون فسينالون جزائهم في ساحات القتال على ايدي مقاتلينا الابطال.
ثانياً :
ان الاخوة الاعزاء الذين يقاتلون الان ويرابطون في سوح القتال كانوا قبل ذلك اكثرهم يشاركون اخوانهم في هذه الزيارة وهم الان في وضع آخر اذ يدافعون عن البلاد والعباد ضد الطغمة الارهابية المسماة بداعش وقد استفادوا من بركات هذه الزيارة الشيء الكثير فأفاضت عليهم هذه الزيارة روح الشجاعة والبسالة والاقدام فحماهم الله تعالى وسدد رميتهم ونصرهم على عدوهم..
فهم وان حُرموا من الزيارة بأبدانهم ولكن نالوا من الثواب ما هو اعظم من ذلك بالإضافة الى ان كثيراً من الزوار الكرام اشركوهم في ثواب زيارتهم فنالوا اجراً مضاعفاً فياليتنا كنا معهم..
ثالثاً :
طبعاً هذه الزيارة الاربعينية تعلمون هي زيارة ليس لها نظير وبحمد الله تعالى مسألة الخدمة ومسألة الوِفادة من الداخل والخارج بحيث هذه الاعداد اصبحت شيئاً فشيئاً في تزايد وفعلا ً هذه الزيارة هي زيارة مليونية فأردنا نحاول ان نحصي بمقدار ما نستطيع وبطريقة علمية اعداد الزائرين..
طبعاً هذه الزيارة طريقة وصول الناس الى كربلاء تختلف هناك مجموعة من الزائرين يأتون مثلاً في بداية شهر صفر يزورون ويرجعون سواء في الداخل او الخارج خصوصاً الاخوة الذين عندهم مواكب للخدمة يأتي في وقت مبكر يزور الامام الحسين (عليه السلام) ويرجع الى موكبه حتى يستقبل الزوار الذين يأتون مشياً، البعض ايضاً يأتي بالحافلات والسيارات والجهات الحكومية سواء الحكومة المحلية او المركزية والقوات الامنية وغيرهم دائماً يوفرون طرق لتسهيل وصول الزائرين الى كربلاء..
نحن في الواقع نصبنا كاميرات تعد المشاة فقط على ثلاث محاور محور طريق بغداد ومحور طريق بابل ومحور طريق النجف .. وبدأنا ان نحصي من يوم 6 صفر الى يوم العشرين من صفر وهذه الكاميرات في الوقت الذي هي تنظر او تعد الاشخاص الذين يمرون طبعاً في النهار وبعد طرفي الليل..وعندما كانت الظلمة تشتد كان يعسر علينا عد الزائرين.. وفقط هذه المحاور التي ذكرتها هناك محاور جانبية لم ننصب فيها كاميرات للعد..وجميع السيارات والمركبات ايضاً خرجت عن العدّ..فالعدد الان انا سأذكر هذا الرقم فقط المشاة من 6 صفر الى العشرين من صفر وعلى المحاور الثلاثة التي ذكرتها..ان شاء الله تعالى ان ابقانا وابقاكم في السنين القادمة سنحاول ان نعدّ حتى المركبات الصغيرة والكبيرة وجميع المنافذ التي تصل الى المدينة المقدسة ولعله من وقت ابكر اذا كان الذي يأتي من وقت أبكر بعنوان زيارة الاربعين.. نحن نريد ان نوثق عدد الزائرين في خصوص زيارة الاربعين..يعني الذي يأتي يأتي للاربعين قد يأتي قبل ذلك باعتبار العلماء يقولون هذا مجزي ان يأتي الانسان في ثلاثة او اربعة او خمسة صفر او عشرة صفر مثلا ً لكن هو يأتي بعنوان زيارة الاربعين وان شاء الله في السنين القادمة سنشرك الجميع في العد حتى تكون عندنا ارقام نحاول قدر الامكان ان نستوعب الجميع..
فإذن الرقم الذي سأذكره هو فقط للمحاور الثلاثة التي ذكرت وفي اوقات النهار وبعض من اطراف الليل ليس كل وقت الليل بسبب قضية الاضاءة التي منعت العد بصورة دقيّة.. فالرقم عندنا وصل الى (11.210.367) زائراً ..
نسأل الله تبارك وتعالى ان يعيد الزائرين الى اهاليهم وان يتقبل منّا ومنكم وان يُشمل هؤلاء الاخوة ولا ينسونا في الدعاء. واخذ الله تعالى بأيدينا وايديكم لما فيه الخير والحمد لله رب العالمين ..
تحرير: غرفة الأخبار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق