انطلقت عصر يوم امس الثلاثاء (4شعبان 1435هـ) الموافق لـ(3حزيران 2014م) أولى الجلسات البحثية الخاصة بمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي العاشر، والذي يُعقد تحت شعار: (الإمام الحسين(عليه السلام) نورُ الأخيار وهدايةُ الأبرار).وعقدت هذه الجلسة في قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العباسية المقدسة وبحضور مكثّف من قبل الوفود المشاركة بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الدينية والأكاديمية والثقافية.واستُهِلّت هذه الجلسة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ السيد حيدر جلوخان، ليقدّم مدير الجلسة البحثية الشيخ ضياء الدين الزبيدي أوّل الباحثين وهو سماحة آية الله المحقّق الشيخ محمد السند، والذي قدّم بحثاً بعنوان: (النهضة والسلم والصلح الدوليين)، حيث بيّن فيه وجود جدلٍ دوليّ وعصريّ في تحديد آفاق الصلح والسلم في العالم، وما هو النظام الذي ترسو عليه سفينة البشر لصلحٍ وسلمٍ دائمين.وأضاف: "مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) تقدّم مشاريع عديدة تحتاجها البشرية في الوصول للصلح والسلم والنهضة على الظلم دون خرق قواعد السلم والصلح، وخير مشروع قُدّم للبشرية نهضة الإمام الحسين(عليه السلام)، إذ أنّه خلق نوعاً من التوازن بين الصلح والسلم والدفاع عن النفس والنهضة على الظلم، حيث لم تسجّل أيّ نقطة واحدة على أنّ نهضة الإمام الحسين(عليه السلام) خرقت قانون الصلح والسلم.والشيخ محمد السند ولد في (مدينة المنامة-دولة البحرين سنة 1382هـ) الموافق 1961م، ودخل المدارس الأكاديمية فيها في سنٍّ مبكّرة جداً، فأنهى المرحلة الثانوية قبل سنّ السادسة عشرة من عمره، ثمّ واصل الدراسة الجامعية في لندن لمدّة سنتين، ثمّ هاجر بعد ذلك الى مدينة قم المقدسة في سنة 1400هـ، لدراسة العلوم الدينية في حوزتها الشريفة، وله الكثير من المؤلّفات المطبوعة وغيرها ما زالت مخطوطة.ثم جاء الدور للدكتور السيد محمد عامر من جمهورية مصر، حيث قدّم بحثاً بعنوان: (قراءة لما حدث في الطف) حيث تطرّق فيه إلى معنى الإمامة، وهل هي اتّباع سياسي فقط أو هي خلافة سياسية؟ مُبيّناً: لو حصر هذا الأمر ونظر إلى سيرة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته(عليهم السلام) من جانب سياسي فقط، سنجد أنّها لا تتناسب وعالمية الرسالة الإسلامية.والدكتور السيد محمد عامر من جمهورية مصر ومقيم في ألمانيا وله العديد من البحوث والدراسات وأشرف على العديد من البحوث.ثمّ كان الدور للأستاذ الشيخ عصام العماد حيث قدّم بحثاً بعنوان: (المقارنة بين المُعجزة وورود كلام الأئمة عن إحياء ذكرى الإمام الحسين(عليه السلام) حيث بيّن أنّ هناك بحوثاً ومؤلّفات كثيرة في أسباب نزول القرآن، وبعدها جاءت الكتب والبحوث لتبيّن أسباب ورود الحديث ولماذا جاء الحديث، لذا لابُدّ من وجود أسباب لورد كلام الأئمة(عليهم السلام) لأنّهم الامتداد للنبيّ(صلّى الله عليه وآله).ثم بيّن في بحثه أنّ أهمية الثورة الحسينية والحرص على البحث فيها من قبل أتباع أهل البيت(عليهم السلام)، منطلقين من تأكيد أهل البيت(عليهم السلام) في إحياء القضية الحسينية، بل لابُدّ من تكثيف الجهود في هذا المجال، ولعلّ من أهمّ الأسباب هو تحريف الحقائق في التاريخ الإسلامي، حيث يؤكّد أعداء النهج النبويّ الحقّ على أنّ ذكر قضية الإمام الحسين(عليه السلام) تُعدّ من الكبائر.والدكتور عصام علي يحيى العماد ولد عام 1968م في اليمن بمدينة "اب" قرية "الصبار"، واصل دراسته الأكاديمية حتّى حصل على شهادة البكالوريوس في قسم الدراسات الإسلامية ثم حصل على درجة الماجستير، وبعدها على شهادة الدكتوراه في علوم القرآن، له الكثير من الدراسات والبحوث والمناظرات في حقّ أهل البيت(عليهم السلام).ليكون مسك الختام ببحثٍ للسيد سامي البدري والذي كان بعنوان: (إشارات الأنبياء للنبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته(عليهم السلام))، حيث تطرّق فيه إلى بعض الإشارات التي وردت في التاريخ القديم والتي تدلّ على النبيّ الأكرم وأهل بيته(عليهم السلام)، كما بيّن أنّ كربلاء المقدسة ذُكِرت قديماً بأنّها أرض القربان، حيث طَرَحَ سؤالاً استفهاميّاً، من هو هذا القربان؟.واستَشْهَدَ ببعض الأسفار من الكتب السماوية التي دلّت على النبيّ وأهل بيته(عليهم السلام) وواقعة الطف.والسيد سامي البدري ولد في بغداد سنة ١٩٤٥م من أسرة شيعية، تنتمي إلى قبيلة علوية، وهي قبيلة (البوبدري) التي ينتهي نسبها الى جعفر التوّاب بن الإمام علي الهادي(عليه السلام)، درس الطبّ في جامعة بغداد في ستينات القرن المنصرم واضطرّ لترك الدراسة في الصف السادس لأسباب سياسية، له إطلاع على اللغات الشرقية القديمة الأكدية العبرية والآرامية والسريانية، وقد ألقى في المحافل والملتقيات الإسلامية في العراق وإيران وسوريا وبريطانيا وإسبانيا وغيرها مئات المحاضرات في الفكر الإسلامي وتاريخ الحضارات.
الموقع العتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق