شهد مهرجان أمير المؤمنين (عليه السلام) الثقافي العالمي السنوي الثاني رفع راية الإمام الحسين ( عليه السلام ) وسط حشد جماهير كبير في جناح العتبة الحسينية المقدسة وتوزيع ألف وردة مكتوب عليها ( يا حسين ) ( يا عباس ) كما شهدت معارض العتبات المقدسة العراقية وأمانه مزاراته الشريفة والمقام حالياً في مدينة لكناو الهندية ، ازدياد ملحوظ من قبل زائري هذه المعارض ،والتي احتوت على جانبين مهمين يصعب توفرهما بأي نتاج أخر، وهو الجانب الفكري وذلك لما تملكه من دسامة في مضامينها وأطروحتها، إضافة للجوانب الروحية لكونها من نتاج بقاع طاهرة ومقدسة حبها الله تعالى وفضلها.
هذا وقد طال وقوف أغلب زوّار المعرض عند كلّ صورة، حيث اغرورقت أعين البعض بالدموع، وقام البعضُ الآخر بالتقاط الصور التذكارية معها، في مشهد ولائي يجسّد حقيقة تجذّر حب الحسين(عليه السلام) في قلوب المؤمنين ولسان حالهم يقول: (يا ليتنا كنّا معكم).
هذا الشعور أحدث ردود فعل إيجابية من خلال ازدياد في نسبة المتواصلين والمشتركين والمشاهدين مما يبعث في أشاره واضحة لتعطش الناس في هذه الولاية لفكر أهل البيت(عليهم السلام) والذي له أثر بالغ ينعكس أيجاباً على سلوك الفرد والمجتمع، من خلال ربط المؤمنين بأخلاق وقيم ومبادئ الإسلام العظيم ونهج أهل البيت(عليهم السلام) ، مثنين في الوقت نفسه على هذه الخطوة التي خطتها العتبات المقدسة في العراق معتبريها بأنها خطوة جيده وصحيحة، تصب بتقوية عامل التواصل والعلاقة بين العتبات المقدسة ومؤمني الهند عموماً ومدينة (لكناو) خصوصاً، حيث تشير أخبار التاريخ بأنه كانت بينهما منذ القدم علاقات ثقافية ودينية، كون العراق كان وما زال قبلة لطلاب العلوم الدينية.
وعلى صعيد متصل أفاد مراسل الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة : اختتم فعاليات الجلسات البحثية لمؤتمر أمير المؤمنين(عليه السلام) العلمي الأول..بتقديم ثلاث أوراق بحثية يوم الخميس (15رجب 1435هـ) لتكون أخر الجلسات البحثية لمؤتمر أمير المؤمنين(عليه السلام) العلمي الأول والذي استمر ليومين.
ومن البحوث الذي شاركت في هذه الجلسة الختامية والتي شهدت حضوراً واسعاً كانت للباحث السيد (محمد جابر جوراسي ) من الهند وعنوان بحثه: (الإمام علي ونظام عدالته) تطرّق فيه الى التعريف بالعدالة وكيف هناك مجموعة من الناس يدعون العدالة نظرياً ولكنهم يغفلونها عملياً، وبيّن الباحث كيف قام الإمام علي(عليه السلام) بالتنبيه لهذه الثُلّة مستشهداً بجملة من أحاديثه المباركة الدالّة على هذا المضمون، ذاكراً جملة من صفاته والتي من أهمّها العدل والمساواة وكيف أصبح بهذه الصفة قدوة ونموذجاً للإنسانية جمعاء، واستشهد بكتابٍ لمؤلّفٍ مسيحي ألّف كتاباً اسمه (الإمام علي صوت العدالة الإنسانية) بخمس مجلّدات وتمّت ترجمته الى أكثر من لغة، وقد لاقى استحساناً ومقبولية، مختتماً بحثه أنّ الإمام علي(عليه السلام) جعل من العدالة شعاراً وهدفاً للحكومة الإسلامية، وأصبحت هذه الصفة هي السمة الأشمل والأعمّ لهذه الشخصية، ولو أنّ الناس أخذوا رسالة الإمام علي(عليه السلام) الى مالك الأشتر فهي تكفي لإدارة أيّ حكومة إسلامية أو غير إسلامية، لأنّ فيها جميع أسرار إدارة أي دولة كانت".
أعقبه بحث للأستاذ الدكتور رياض طارق كاظم العميدي من العراق عنوانه: (رسالة الإمام علي(عليه السلام) الى مالك الأشتر دراسة لغوية) ويهدف بحثه الى دراسة عهد الإمام علي(عليه السلام) الى مالك الأشتر(رضوان الله عليه) لغوياً، ويعتمد نموذجاً تداولياً بلاغياً للكشف عن مستوى تركيب اللغة في هذا النص، حيث يبدأ البحث بطرح مفهوم البلاغة وعلاقتها بالتداولية مازجاً بين الإثنين لتبيّن نموذجاً تحليلياً للنص، وقد أظهرت نتائج التحليل تلازم مكونات النموذج التحليلي في تشكيل بنية تركيبية موحدة واعتمد النص بصورة عامة على أسلوب الطلب كونه موجّهاً من الخليفة الى أحد قادته.
والجدير بالذكر: ان العتبة العباسية المقدسة اقامت مهرجانها العالمي السنوي هذا العام تحت شعار (الإمام علي (عليه السلام) صالح المؤمنين ووارث علم النبيين ) واستمرت فعالياته على قاعة (SCIENTIFIC CONVTION CENTER ) الخاص بالمؤتمرات في مدينة لكناو الهندية، وبمشاركة العتبات المقدسة في العراق (العلوية- الحسينية –الكاظمية ) والأمانة العامة للمزارات الشيعية ومجموعة من فضلاء الحوزة العلمية والباحثين الأكاديميين من العراق والهند الذي تقيمه وترعاه للسنة الثانية على التولي العتبة العباسية المقدسة.
حسن معاش / الهند
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية
اترك تعليق