مذ تمسك بأناملك الناعمة الصفراء ناصية القلم متجهاً بمداده صوب الحسين، حتى تستوقفك عظمته وهيبته، ترتجف فرائصك وتقف الكلمات، لاتودُ الحِراك، كون الحسين مداد الأمة التي اهداها لنا رب العزة والجلالة للكون بأجمعه، بطوائفه وقومياته، إذ ليس حكراً لجهة على حساب الأخرى، فهو لكل أحرار العالم.. يستلهم الثوار منه مبدأ الثورة ويتعاطى أهل الفداء قيم الفداء والتضحية ويتفاخر الصبر بأنه جزء يسير من صبر الحسين. أعطى للأمة دروساً قيمة في مبادئ المظلومية، خصوصاً أن شعوب العالم تعاني من الظلم والاضطهاد والقهر والألم، تعاني من حكم الطواغيت والمستبدين، من الحكام الذين استبدوا على الفقراء والمساكين من الناس وتسلطوا على رقابهم تسلط الجلاد على رقاب الناس، فالحسين ثورة الألم المكبوت في دواخلنا والمرسوم على محيانا والذي تلهج به شفاهنا ، لا أبالغ إذ قلت بأننا المياه التي عجنت بها طينة الحسين. ثمة سؤال طالما رواد مخيلتي وأنا أتطلع وأنظر بعينيّ تلك الجموع المتجمهرة والتي يضيق بها أفق كربلاء، هذا السؤال يخرجني من طريقي ويلقي بي على قارعة طريق لا أفقه منه شيء، الكل يعلم ان لكل بداية نهاية ولكل سبب نتيجة والتكامل يتم ُ عبر مكمل له أي انك لن تحصل على مجموعة تفي بالغرض مالم يكن لها متممة تكملُ إحداها الأخرى، بعد هذه المقدمة أودُ أن أبين ما يلي: مر على الحسين نيف من الدهر، إذن ما هو السر في خلود هذه الثورة التي تجعل من الفرد الأعزل ساحة من التضحية والفداء لايهاب الموت.. لولا هذه الجموع التي تبهر أنظار العالم والتي يفتخر بها رسول الله في السماء أمام الملائكة، ما استمرت حيوية وديمومة هذه الثورة، أنا أجزم أن هذه الثورة بلا هذه الجموع المعزية لايمكن لها البروز بهذه الحيوية والصورة التي يشاهد الداني والقاصي في أطراف العالم مدى هستيرية هذه الحشود المليونية، يومها ستكون ثورة الحسين كالشجرة بلا أوراق، هذه الجموع هي المياه التي تسقي ثورة الحسين، إذ مازال للآن دمه ندياً يعطر أرض كربلاء ولن تجف هذه الدماء مادام الكثير منا يحتشد عند بوابة كربلاء شاهراً حبه معلناً عشقه مرتدياً ولائه وهذا إن دل على شيء انما يدل على مدى المجد الذي صنعه الامام الحسين بدمائه الطاهرة التي سالت على أرض كربلاء بلا ذنب سوى حقد الشياطين على ملائكة السماء.. بفعلتهم الشنيعة تلك ظنوا انهم قطعوا حبل الله المتين لكنهم بأسوا وخابوا، كان البداية هو الإمام الحسين وسيكون النهاية هو الإمام المنتظر (عج) وهذه الجموع هو عطاء الثورة ما بين الدفتين.فإذا أردت ان تريق حبرك على الورقة البيضاء فليكن ذلك من أجل الحسين، وعندما تختلي بورقتك البيضاء تذكر تلك المقولة التي تقول لايجتمع اثنان إلا وثالثهما القلم، وإذا كتبت من أجل الحسين فلتصمت كل الأقلام، وإذا شعرت بنشوة حسينية فأعلم انه التوفيق الإلهي نحو حب الحسين. هيثم جبار الشويلي
اترك تعليق