الملاكات الهندسية والفنية في الروضة الحسينية تواصل العمل بصحن العقيلة زينب (عليها السلام)

يترقبُ محبو  أهل البيت (عليهم السلام) مباشرة الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ببناء صحن العقيلة زينب (عليها السلام) الذي من المؤمل أن يكون صرحاً مقدساً يستقبل زائري مدينة كربلاء المقدسة لإقامة الطقوس الدينية والمساهمة بتقديم الخدمات لهم.

وتعاقدت الأمانة العامة للعتبة المقدسة مع شركة الكوثر الهندسية الإيرانية المعروفة والمتخصصة في فن العمارة الإسلامية، على انجاز  تصاميم مشروع توسعة صحن العقيلة زينب (عليها السلام) الذي سيضم مقام التل الزينبي ويحتوي على أربعة طوابق، اثنان منها تحت الأرض واثنان فوقها.

ويوضّح  الأمين العام للعتبة الحسينية سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ان «هذا المشروع سيشتمل على صحن كبير باسم صحن العقيلة زينب (عليها السلام) محاط بأربعة أضلاع تضم مبانٍ ثقافية (مكتبة ضخمة) ومدرسة دينية حوزوية نسوية ومتحفا للنفائس وآخر للسجاد الفاخر، فضلاً عن منشآت صحية تحت الأرض وحمامات».

ويتابع حديثه، «يفصل هذا الصحن عن الجديد الشمالي (صحن باب القبلة الكبير) رواق مسقّف ومفتوح بطابقين ويضاف  له منشآت خدمية للزائرين، وكذلك الكشوانيات والأمانات وأماكن التفتيش، ومنشآت وكذلك هنالك نفق تحت الأرض ومواقع للخدمات من أجهزة التبريد والتدفئة وغيرها»، مبيناً ان «جميع هذه المنشآت ستُجهّز بسلالم  كهربائية ومصاعد حديثة».

كما يشير سماحته إلى ان «هنالك طابقين تحت الأرض يحتلان صحناً كاملاً للزائرين وبمساحة تقدّر بعشرة آلاف متر مربع، للطابق الأسفل المخصص للرجال ونصف طابق للنساء بمساحة تقدر حوالي خمسة آلاف متر مربع، إضافة إلى أن مقام التل الزينبي الجديد سيضم مكاناً واسعاً جداً بمساحة تقدّر حوالي (2000 م2)، وشباك جديد، يتسع للأعداد الكبيرة من الزائرين الوافدين».

من جهته قال رئيس قسم المشاريع الإستراتيجية والاستثمارية التابع للعتبة الحسينية المقدسة المهندس مناف فؤاد حسن: «تم التعاقد مع شركة الكوثر الإيرانية على انجاز المشروع، وهي الآن بصدد وضع الأفكار المبدئية للتصميم الهندسي بناءً على المتطلبات الوظيفية التي اقترحتها العتبة الحسينية المقدسة، حيث كانت هناك مجموعة من الجلسات التحضيرية لمناقشة بعض التفاصيل، وأيضا مراعاة الأفكار الحديثة».

وتابع حديثه «سيتم العمل بمشروع صحن العقيلة زينب (عليها السلام) والذي يشتمل على الجزء المحاذي لواجهة باب قبلة الإمام الحسين (عليه السلام) ويضم منطقة تل الزينبية باتجاه باب الشهداء ويصل الى مدخل شارع الشهداء، والصحن سيتكون من طابقين تحت الأرض وطابق ارضي وطابق علوي وسيُصمم بطريقة ذات أسلوب حضاري إسلامي دقيق، مع الحفاظ على أن لا يغطي على مشهد قبة ومئذنتي مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)».

وبين حسن قائلاً: «سيتم تخصيص الطابق الأرضي لإقامة الصلاة ومراسيم الزيارة والشعائر الحسينية مع إضافة بعض الفعاليات الوظيفية مثل المتحف وغيرها، إضافة لوجود قاعات خاصة بالنساء، ويمكن أيضا استغلال بعض الأماكن الموجودة في السرداب لبعض الفعاليات التسويقية، تعويضاً عن الأسواق التي أزيلت سابقاً وتحمل هذه الأسواق نفس الطابع التقليدي المتوافق مع معالم المدينة القديمة، أما الطابق الذي تحته فسيضم مجموعة من الخدمات الصحية كـ (الحمامات، المغاسل وأماكن الوضوء)»، مضيفاً ان «التصميم العام سيكون مراعيا لمسألة ترابط العتبة المطهرة مع التل الزينبي والمخيم الحسيني بشكل بصري وحركي، لأن المشروع يُراد له ان يربط هذه التوسعة بمباني العتبة القائمة بالشكل الذي يؤكد مسرح معركة الطف»، مبيناً ان «الامتداد البصري موجود وهذا المحور واضح ما بين المخيم والتل الزينبي وموضع الشهادة، ومثل هكذا أمور يجب أن تُعالج من خلال التصميم الموضوع، بمراعاة الاعتبارات التخطيطية والتصميمية التي وضعتها الشركة».

وبالنسبة للكلفة المالية الكلية، فقد أشار حسن إلى أن «الشركة المصممة تعمل بدافع التبرع أكثر من البحث عن الفوائد المالية، وسوف تُعتمد كلفة إنشاء المشروع على مقدار الأمتار المربعة المبنية سواء كانت مسقفة او مفتوحة وهذه لا يمكن معرفتها بدقة إذا لم يكتمل التصميم، وسيتم فيما بعد معرفة مقدار المساحة الكلية للمشروع».

وأشار حسن في نهاية حديثه «سوف يتم العمل على تصميم هندسي آخر بشكل مبسط لضمّ التل الزينبي ضمن صحن العقيلة زينب (عليها السلام)، وهذا التبسيط حتى لا يكون حاجزا عن الرؤية بين المخيم والعتبة المطهرة، وأيضا مراعاة الترابط البصري والروحي».

من جهته أوضح مسؤول قسم المشاريع الهندسية في العتبة الحسينية المقدسة، محمد حسن كاظم ان «خطّة إدارة العتبة الحسينية المقدسة في مشروع التجديد الهندسي لمركز مدينة كربلاء المقدسة هو اقامة صحن العقيلة زينب «عليها السلام» الذي يُعد البداية لمشروع التوسعة الكبيرة بوصفه جزءاً من المشروع الكبير للتجديد الحضري لمركز المدينة المقدسة».

واضاف كاظم ان التصميم يشتمل على بناء المسجد الجامع الذي يسع لـ(10 آلاف) مصلٍ يقع في شارع الإمام علي (عليه السلام) لغرض اداء الصلوات في المناسبات الدينية والأعياد وأيام الجُمع لتلافي الازدحام الذي يحصل عند اقامة الصلوات في الصحن الحسيني الشريف، زيادة على استحداث ثلاثة صحون كبيرة من جهة باب القبلة وباب الرأس وباب السدرة وبمساحات كبيرة».

وتابع كاظم حديثه، «سيتم ايضا توسعة وإضافة صحن كبير من الجهة الامامية للمقام الزينبي حيث ان المكان ضيق جدا لا يستوعب اعداداً كبيرة وكذلك الحفاظ على الاسواق التراثية القريبة من مقام تل الزينبية وهو سوق الزينبية وسوق العلاوي للحفاظ على معالم المدينة القديمة بعد إعادة تصميمها بشكل يتضمن الجمالية لها وفقا للعمارة الاسلامية وبما يحقق الفائدة لأهل المدينة المقدسة وزائريها، بالإضافة الى المُحافظة على باقي الاسواق التراثية الاخرى مثل (سوقي باب الخان وباب السلالمة)».

احمد القاضي

المرفقات