تناول سماحة السيد احمد الصافي ممثل المرجعية الدينية العليا خطيب وإمام الجمعة في كربلاء اليوم الجمعة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 28ربيع الآخر 1435هـ الموافق 28/2/2014م تناول فيها ثلاثة أمور جاءت كما يلي :
الامر الاول:
ان كل تغيير لابد ان تكون له اسبابه، وحالة الرقي والانتقال والبحث عن تطور وأشياء افضل، عندما تكون هذه الامور من حقوق الانسان؛ لابد أن لا يتخلى ولا يتنازل عنها، وهذا ما يتعلق بمسالة الانتخابات حيث بدأت العجلة تقترب رويدا رويدا ولن يفصلنا عنها الا اقل من الشهرين .. لذلك
احب ان اتكلم مع الاخوة بشكل صريح وواضح.
نسمع الكثير من عدم الرضا على شخص او على كيان من ناحية الأداء، وهذه حالة عامة، فنحن نشارك في التقييم على نحو البعضية، لكن الانسان اذا اراد ان تكون حالته افضل؛ لابد ان يساهم مساهمة جادة وفاعلة بهذه الحالة الافضل والاحسن، وهذه المساهمة لا تتحقق بالامتعاض او بحالة الانكفاء او بحالة القادم مثل الماضي او تبريرات قد يكون الانسان فعلا ً يستسلم لها، وهناك اجواء تعيق الانسان عن هذه المشاركة .
قطعاً عندنا من ماضي مرير مرّ به البلد في حقب متعددة.. كثير من الطباع تحتاج الى وقت، والتجربة تتبع التجربة الى ان يصل الحال الى الطموح الذي نريده أن يتحقق، اما ان الانسان ينكفيء فواقعاً هذا عبارة عن سراب ان الانسان لا يمكن ان يحققه، بل بالعكس هذا قد يفسح المجال الى امور اخرى..
طبعاً هذه الانتخابات فيها بطاقة الناخب وهي بطاقة يعبّر عنها بالبطاقة الالكترونية للناخب.. ما هي هذه البطاقة ؟
لاشك انها هي عبارة عن حق لي املكه في لحظة اريد ان اعطي خياري؛ فلي هذا الحق، وهي تعطيني هذا الخيار الذي سأكون انا مسؤولاً عنه .. وهذه وثيقة رسمية ومعتبرة عندي كحق من حقوقي، فلابد ان اسعى لها اولا ً وثانياً لابد ان لا أهملها ولا أبيعها..
حيث ان البعض ممن ينكفيء عن المشاركة يلوّح له البعض بشراء البطاقة الالكترونية منه، وهذا المسكين يتصور القضية جداً سهلة، والواقع انه سيحرمه من هذا الخيار المهم الذي عنده، وبالنتيجة ستتلف هذه البطاقة فستقل النسبة بشكل التي تؤهل زيد او عمر على ان هو يستلم ما انت الان تشكي منهُ..
نحن قلنا في البدء اننا يجب ان نضع اقدامنا على الطريق الصحيح ولابد ان يشد بعضنا ازر بعض، فانه عندما يكون لي حق فلا يحق لي ان اتساهل في حقي فلا اهمل ولا امزق ولا اضيّع ولا ابيع ...
فالبطاقة الالكترونية وثيقة مهمة وهي حقك للانتخاب فلا تفرط به، وقد تحتاجها في مستقبل الايام .. فالرجاء من الاخوة في الوقت الذي نحث على مسألة الانتخابات حثاً كبيراً ومهماً ايضاً، نحذّر من هذه المسألة التي قد لا يتصور الاخوة اهميتها، وانا اطلب ايضاً من الاخوة المسؤولين عن ذلك ان يكثّفوا البرامج التثقيفية بوسائل متعددة حتى يكون المواطن الكريم دائماً على حذر من هذه الامور ..
الأمر الثاني :
طبعاً جزء من حركة العمران هي السيولة النقدية والسيولة النقدية لا يمكن ان تحصل الا وفق أطر وأسس دستورية، فلا يحق لوزارة ان تفعل كل شيء الا وفق ضوابط معينة تحددها الوزارات المعنية بحقوق كل وزارة الى اخرى، وهذا المعنى ما يصطلح عليه الان بالموازنة بمعنى الموازنة تحدد ما هي المشاريع لهذه الوزارة وبحسب عوائد البلد وايراداته من الاموال التي تأتي سواء كان من موارد النفط او اخرى كالسياحة او الصناعة ..
عندما تعطّل هذه الموازنة؛ لاشك من الذي سيدفع الثمن ؟! البلد عموماً سيدفع الثمن والمواطنين، فإذا كانت هذه المشاريع ضرورية ما هو السبب لتأخر هذه المشاريع؟ السبب عدم السيولة ما هو السبب لعدم امضائها ؟ بسبب وجود خلافات واختلاف وجهات نظر.
انا اقول انه كل شيء ممكن ان يحل.. اذ لابد ان نرجع الى الاسس الدستورية ومرجعية الدستور بالنسبة للقوانين هي مرجعية اساسية الكل يتفق عليها، فلابد ان تحل هذه الامور عن طريق الحوار وعن طريق حل هذه المشاكل العالقة حلا ً جذرياً، والمضي قدماً من اجل ان نتجاوز هذه العقبة وهي عقبة الموازنة ..
اقول لابد ان تُحلّ هذه المسألة بشكل جذري حتى نتجاوز هذه العقبة ونتوجه حقيقة الى مسألة اعطاء الوزارات المعنية حقها والبدء فعلا ً بتنفيذ بعض المشاريع المتوقفة بسبب قلة هذه المبالغ المعطاة ..
نحن مع التعجيل بقضية الموازنة وايضاً مع حل المسائل العالقة بها من خلال الاخوة ومن خلال مرجعية الدستور الذي كفل حق الجميع كما هو واضح..
الأمر الثالث :
حضارة الانسان هو يصنعها لكن هذه الحضارة تحتاج الى جهد والى انتباه.. نحن للأسف تربينا على وضع ليس حسناً في جانب، ألا وهو عدم الاهتمام بأشياء قد تكون اساسية، وطبعاً هذا له جذوره .. أين تكون الجذور؟
واقعاً كل حكومة ودولة لها نسبة من تربية مجتمعها على أسس معينة، مثلا ً لو جاءت دولة ولم يكن همها سوى الحروب؛ لاشك ان المجتمع سيتأثر بهذه الطبيعة فيما يتعلق بمسألة الاقتتال وستؤثر على نفسية الناس، وعندما نريد ان نغيّر هذه الحالة؛ لابد ان نطرح برامج مكثفة وواعية، ومزيد من الجهد من اجل ان نتخلص من ذلك العبء، واعتقد هذه مسائل في كثير من الدول مرّت بمراحل حروب وحاولت ان تتجاوز هذه الحالات..
نحن في العراق مررنا بظروف قاسية، وأصبحت الحالة العامة عندنا هي حالة عدم الاكتراث، فبدأنا نربط ما موجود ومحبتنا لوطننا بطبيعة النظام الحاكم، فمحبتنا للأوطان تأثرت نتيجة ممارسات سابقة .. نحن لابد ان نرفض الوضع السابق ونرفض هذه الحالة التي عندنا ونبدأ بداية اخرى.. البيئة الان لاشك في العراق تأثرت سلباً بمخلفات حروب وتصحر وبمشكلة في المجاري او ضيق البيوت وعوادم السيارات والمنشآت وعدم وجود امكنة خاصة للصناعة .. هذه مشاكل نحن نعاني منها يومياً والعالم الان يضج ويبحث عن راحة الافراد ونحن في الجملة غير مكترثين بذلك ..
اقول هذه البيئة الانسان عندما يفتح عينيه صباحاً على شارع نظيف وعلى شجرة ومساحة خضراء وعلى اصوات غير نشاز، وببيئة نظيفة، قطعاً هذا يؤثر على نفسية المواطن ..لكن هذه الامور تحتاج الى ثقافة ..
اقول الجو العام والثقافة العامة تحتاج الى تعزيز البيئة وانا ادعو الان في أي مشروع لابد ان يكون الشخص المسؤول عن البيئة حاضرا.. هذا النهر وهذا البيت والشجر لنا .. وواقعاً نحن الان في صراع مع التلوّث .. مدننا وبيوتنا يجب ان تكون في حالة جيدة، وهذه مسؤولية الدولة اذ لابد للدولة ان توظف امكاناتها الكثيرة في سبيل هذه القضية.
اترك تعليق