السلام عليكم ... أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات من ابن عمي، علاقتنا الزوجية كانت قوية ومتماسكة ، لكن تغيرت عند دخول زوجي لعالم الإنترنت وتأثيره المدمر، أصبح يسهر لساعات متأخرة من دون كلل أو ملل, لدرجة إن علاقتنا صار يسودها التوتر, ولا أشعر باهتمامه مما دعاني إلى اللجوء إلى مركزكم للاستشارة ؟

وعليكم السلام أختنا الكريمة ... نشكر ثقتكم وحرصكم على الاستشارة؛ لكي تتجاوزا المشاكل التي باتت تهدد كيان الأسر في وقتنا المعاصر, مما لا شك فيه أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تحدث شرخًا في العلاقات الزوجية بسبب إدمان بعض الأزواج عليها من كلا الجنسين، وأصبحت تهدد الحياة الزوجية وتدخلها في نفق المتاهات والمشكلات المعقدة، رغم أنها ساهمت في تسهيل الحياة، إلا أن تأثيرها السلبي على الحياة الأسرية والزوجية أكثر بكثير من الإيجابيات.

عليك التعامل مع هذا الأمر بحكمة، وليكن هدفك الأول هو المحافظة على صحتك النفسية وسعادتك وبيتك، ولا ترهقي أعصابك أكثر مما تحتمل.

 

وأنصحكِ بهذه الخطوات لعل الله يفرج كربكِ :

- أنت تحبين زوجك وهو كذلك، وعلاقتكما قوية كما أخبرتنا، لذلك عليك أن تنظري إلى زوجك نظرة تفاؤل، واعلمي أنه ابتلى بما هو عليه، وهو بحاجة إلى الوقوف بجانبه، وأن تعينيه بالدعاء له، وأن تركزي على إيجابياته وتمدحيه بالكلمة الطيبة؛ فهي لها أثر في النفس وتلين القلوب حتى لو لم تجدي منه تجاوبًا.

- اجلسي معه في ساعة صفاء، وأخبريه بطريقة لبقة أن الآباء هم قدوة للأبناء؛ وخاصة الأب، فهو المثل الأعلى في الأسرة؛ لأنه راعيها ومسؤول عنها، فلا يجوز أن يتعلق قلبه بالسهر على هذه المواقع ولا مانع من تحديد أوقات للجلوس على النت أو السهر مع الأصدقاء.

- غيري من أسلوبك معه بالحديث، واستمعي له عندما يتحدث ولا تجادليه أو تقاطعيه عن الكلام، وإن لم يعجبك، بل أشعريه أنه على حق، وأن رأيه صائب، وهكذا، ولا تهمليه كعقاب له على السهر، بل قومي بدورك كزوجة وحبيبة، وأخبريه أنك بحاجة إليه، وتشتاقين له وللخروج معه، وستلاحظين مع الوقت التغير.

- لا مانع من تدخل بعض العقلاء من أهل الفضل من محارمك، أو حتى من رجل دين أن ينصحه ويشرح له حقوق الزوجة الشرعية، فإن النصيحة من الآخرين لها أثر بلا شك؛ وخاصة إذا كانت بأسلوب صائب، فزوجك بحاجة إلى شخص يجذبه إلى البيئة الصالحة التي ينتفع منها الخير، وليس أصلح من حلقات تلاوة القرآن الكريم مع الاهل  والاقرباء ؛ فهي تهذب النفوس.

- اعتمدي اسلوب الحوار الهادئ وسياسة النفس الطويل للحصول على نتائج لأهدافك ومساعيك من أجل الحفاظ على استقرار حياتك الزوجية, فالإلحاح والضغط النفسي على الزوج غالبا يؤدي إلى نتائج عكسية.

وفقك الله لما يحب ويرضى، وأسأل الله أن يُنعم على حياتك الزوجية بالمودة والرحمة.

 

الاستشارية : زينب الوزني/ مركز الإرشاد الأسري