عُرض علينا مؤخرا مشكلة طفلة يتيمة تبلغ من العمر عشر سنوات ، روت لنا قصتها صديقتها في المدرسة وقالت أن هناك طالبة والداها متوفيان عمرها عشر سنوات وتتولى عمتها مسؤولية رعايتها . ألا إن عمتها تتعامل معها بقسوة كبيرة فتقوم بضربها دائما وتمنعها من الخروج لأي مكان فقط المدرسة , وتكلفها بالقيام بكافة الأعمال داخل المنزل بالإضافة الى دراستها , ولا تعطيها اي مصروف وتضربها لأتفه الأسباب , ودائما تبكي لأنها لا تعاملها معاملة حسنة .

للأسف أن بعض الأشخاص لا يتعاملون برحمة مع الأطفال ويبرروا ذلك بداعي التربية والتوجيه ومع إننا لا نختلف على ضرورة تربية الطفل وفق أسس معينة حتى وأن كان يتيما ألا إننا نستنكر فرط القسوة في التعامل لأن أنعكاستها سلبية جدا على شخصية الطفل وتتعارض مع الجانب الشرعي في رعاية اليتيم وإليكم أهم النقاط التي تبين أثر العنف على الاطفال :

1- اضطراب الصحة النفسية .

2- انخفاض معدل الذكاء لدى بعضهم .

3- شعور المعنف بالإذلال، الاهانة، الدونية مما يؤدي بهم الى الانسحاب والانطواء .

4- ظهور الغضب والسلوك العدواني .

5- بروز الشخصية العنيفة والتسلطية لدى بعضهم .

6- ظهور مشاكل جسدية مثل آلام في الرأس والمعدة وعدم القدرة على النوم وغيرها.

وإليكم الخطوات التي يجب أن تستبدل العنف في التعامل مع الطفل :

1- اعطاء الأولوية للثواب بحيث نرصد إيجابياته ونبادر الى تشجيعه وتعزيز قدراته مما يثير محبته للطرف المقابل فيخجل من التمرد على تعاليمه وتوجيهاته.

2- الحرمان من الاشياء المحببة إليه لكن لفترة محدودة فقط فالحرمان الطويل يجلب الضرر النفسي للطفل .

3- النظرة الحادة وإظهار الانزعاج من تصرفه والاهمال له لفترة قصيرة .

4- اعتماد مبدأ الثناء واللوم وهو معروف باسم اللذة والألم ويكون ذلك حينما يمارس الطفل الخطأ أول مرة فنقول له مثلاً : إنك ولد مهذب والجميع يثنون عليك كيف يحصل ذلك منك ؟ لم أكن اتوقع صدور ذلك منك !

5- عدم المعاقبة القاسية على الخطأ الأول والاكتفاء بالتحذير والتنبيه إلا إذا تكرر الخطأ عدة مرات لا بأس بعقوبة تصاعدية كالمشار لها آنفا وتنبيه من إعادة تكراره .

6- استبدال الكلمات السلبية بأخرى ذات مغزى إيجابي مثلاً: نستبدل قول:" لماذا لم تقرأ دروسك ؟" بالقول: " أليس من الاجمل لو تقرأ دروسك وتهتم بها ؟ " .

7- من المستحسن وضع قانون للثواب والعقاب ليكون الممنوع والمسموح واضحاً أمامهم مما يقلص الوقوع في الأخطاء.

 

الإستشارية نور مكي الحسناوي / مركز الإرشاد الأسري