النساء المشاركات في اربعينية الامام الحسين "ع" لا يشبهن باقي النساء ولا حياتهن تبقى على حالها كما في عادي الايام، فبين مسير مهيب يذكر السائرين بما تعرضت له مولاتنا زينب الكبرى "ع" والسبايا والايتام، ومشاركة في خدمة المواكب، ودروس وعبر يزرعنها في نفوس افراد عائلاتهن، تنبري مجموعة من النسوة لتتميز بتقديم الخدمة او تشارك بشكل يعكس كبرياء السيدة زينب الكبرى "ع" وشموخ قضيتها.

مسيرة النساء

منذ 13 عاماً دأب موكب ام البنين النسائي بامتياز على الخروج بمسيرة نسائية خالصة من حي العباس في محافظة البصرة الى مدينة الشهادة والبسالة والبطولة كربلاء المقدسة، حيث تصف صاحبة الموكب ( ام علي) المسيرة بأنها "عهد ولاء وتجديد بيعة للحوراء زينب (عليها السلام) والسبايا من النساء والاطفال بأن مسيرتكم مستمرة الى يوم القصاص الالهي"، مؤكدة ان "هذا الموكب يضم نساء من مختلف الاعمار حيث اتفقت مجموعة من نساء حي العباس على التأسي بالسيدة زينب (عليها السلام) وصمودها في رحلتها من كربلاء الى الشام وعودتها الى إقامة العزاء على قبور اخوتها واولادهم والأنصار".

تزايد الاعداد

ينطلق الموكب على قول (ام علي) "بمشاركة 50 ــ 60 امرأة  مسنة وشابة وصبية وتلتحق بهن مجموعات اخرى خلال سيرهن حتى يدخلن بالمئات الى مدينة كربلاء، مشددة ان الموكب يستنير بأوامر وتعليمات المرجعية الدينية العليا في المحافظة على الحجاب الاسلامي والخلق الحسن واظهار الحزن والعزاء لمواساة السيدة فاطمة الزهراء بولدها"، مشيرة الى ان "الانفاق على الموكب يتم بجهود شخصية وتبرعات لميسورين حيث ترافق الموكب سيارة تم استئجارها بمبلغ مليونين و250 الف دينار ترافق المسيرة لترتاح فيها الزائرات عند الشعور بالتعب كون الكثير منهم مصابات بأمراض مزمنة، ويتميز الموكب برفع رايات موحدة من قبل جميع المشاركات وهو موكب يكاد يكود الفريد من نوعه في الزيارة الاربعينية".

 

سياح ام عقيل

عشر سنوات مضت على جلوس خادمة الحسين "ع" السيدة (ام عقيل) قرب ساحة سعد في محافظة البصرة، تفترش الارض لتخبز ( السياح) الذي يعشقه الكثيرين، وتؤكد انها "تطحن ستة اكياس بكمية اجمالية تصل الى 300 كيلوغرام بمعدل أكثر من 2100 قرص خبز، وتقدم معه البيض في افطار الصباح للزائرين السائرين، تساعدها زوجة ابنها تترك فيها بيتها وعيالها وتتفرغ بشكل تام لإطعام الزائرين الذين اصبح الكثير منهم زبائنها يقصدونها في كل موسم".

"الفرحة تبجيني من اشوف الزاير يرتاح من اكلي" بهذه العبارة تختصر ام عقيل خدمتها، وتضيف ان "خبز السياح اكلة مرغوبة من العراقيين والخليجيين والاجانب ولدى زبائن دائمين يمرون كل عام ليتناولوا الخبز ويكملون طريقهم"، مشددة ان "كميات الخبز ازدادت خلال السنوات العشرة حتى وصلت الى ست اكياس تخبز خلال عشر ايام، فضلا عن طعام اخر مخصص لوجبتي الغذاء والعشاء".

ام سالم

" المرة مو قليلة ..قوتهة من قوة زينب" هكذا تصف ام سالم "اصرارها على فتح موكب بخيمة صغيرة مساحتها مترين مربعة، وتوزع فيه التمر واللبن للزائرين". وتضيف "ام سالم" "اقعدني مرض المفاصل عن السير الى كربلاء فقررت ان اخدم الزائرين لأشاركهم في ثواب الزيارة، فافترشت الارض وقررت توزيع مواد قليلة الثمن وسهلة التحضير، فقمت بشراء تمر ولبن ووزعته".

تحمد الله وتزيد من الشكر عليه وتؤكد انه "خلال السنوات الاربعة التي تخدم فيها بموكبها المنفرد فتح الله عليها من اوسع ابوابه، فقامت بشراء خيمتها الصغيرة التي منحتها خاصية خزن موادها وادواتها، وزادت كميات اللبن والتمر حتى وصلت الى توزيع 15 كيلوغرام من اللبن وثلاثين كيلوغرام من اللبن يومياً، مبينة ان اخلاصها النية مع الله جعل الكثيرين يقصدونها ويتناولون ما تقدم حيث تستمر من السابعة صباحاً الى الثانية ليلاً في خدمتها".

 

قاسم الحلفي