ضحكتْ على شفةِ الضياعِ ملامحُ الحزنِ القديم...

زرعتْ شظايا الدمعِ في دربِ الطفولةِ.... وردةً ثكلى يغلّفها الرثاء

فتنفّس الحزنُ الصباحَ مُكللاً أغصانَه بدمِ الورودِ تناثرتْ أوراقُها...

وعلى الجراحِ اسّاقطتْ قطراتُ أدمعهِ الندى.

من ذا تراهُ.. يوّزعُ الموتَ اللعينَ على بساتينِ العيونِ الشاحبات..؟

من ذا تراهُ.. يكسِّرُ الروحَ المبلسمةَ الحنينِ على انتظارِ أنفاسِ الضحايا

الليلُ مسّدَ ضوءَ نجمِ الحالمين

والعشبُ أيقظَ في السماءِ غمائماً ظمأى

تغلّفها المواجعُ والحروب

صلى الكلامُ على صهيلِ الموتِ.. فانتفضتْ بذورُ الياسمين

صمتٌ تغلّفه السنين..

وعويلُ أغصانٍ تلمّ الحزنَ في رئةِ الندى

رقصتْ له الغربانُ عهراً فوقَ أجدثةِ السكون

وتجذّرتْ في الطينِ أنفاسُ الأضالعِ تستقي من نزفهِ حزنَ النخيل

مطرٌ هي الكلماتُ تنثرُ في المدى ما رتّلته الريحُ في ليلِ المقابرِ والأنين

الموتُ أينعَ في الشفاهِ مُمزِّقاً رئةَ القصيدةِ..

والرثاء.

  محمد طاهر الصفار