عندما يفرش الشتاء بساطه البارد، ينثر معه عبق من الماضي ويعيد اليك في طقوسه ذكريات الطفولة ويرمي في قلبك شيئا من الهدوء.

من اجمل الطقوس عادة هو تجمع اغلب افراد العوائل حول المدفأة، وبعضهم من الاكتظاظ حولها ينفرد بغطاء يلفه حول نفسه ليبدوا كملفوف المخلل لا يرى منه شيئا سوى راسه، وهناك فرد في كل العوائل لابد من ذكره ذلك الذي يبحث عن البرد ويرتدي لباس خفيف ويضحك على الجميع، هذه التجمعات كثيرا ما تمنح العوائل السكينة والشعور بالألفة.

لننتقل الى الطبق المميز الذي تتجمع نساء العائلة لإعداده حيث تُحضر كميات كبيرة من الجزر وتبدا مرحلة تقطيعه وإخراج اللب منه، والاطفال تأخذ من الجزر المُنَظف وسط تأنيب الامهات، وتنتهي هذه المرحلة وسط الضحكات وتناقل الاخبار بين الجالسات، ثم تبدا مرحلة وضعه على نار هادئة وهرسه وهذه المرحلة كثيرا ما يشارك فيها رجال العائلة، ثم تلي ذلك مرحلة وضعه على المدفئة، ويشارك في تقليبه اغلب افراد العائلة، وبعضهم يأكل منه القليل قبل نضجه لتنهال عليه الام الحنون تأنيبا كونه لا يستطع الانتظار، ثم يوضع له السكر وقليلا من الهيل، وعندما ينتهي الطبق يُزين ببعض المكسرات ليقدم الى العائلة، ومن اللطيف تبدأ الكبيرة في المنزل بعزل مجموعة من الحصص للذين يسكنون بعيدا عنها.

هذه الاجواء التي تحمل في طياتها المتعة والحب والتآلف بين الابناء وحتى الاحفاد لابد من الحفاظ عليها حتى لا تبقى فقط في الذاكرة وتكون حيه ترافقنا في كلِّ شتاء فمجرد التواصل مع العائلة بمواقع التواصل لا يعطي هذه الروح لنترك التواصل بالآلات ولنتواصل روحيا مع من نحب ونحضر عندهم حلاوة الجزر.

 

المقادير لعائلة متوسطة

 

  • 1- 10 كيلو من الجزر
  • 2- ونصف كيلو من السكر
  • 3- ملعقتين من الهيل المطحون وحسب الرغبة
  • 4- ملعقة شاي ملح الليمون (نومي دوزي)

طريقة العمل :

 

ينظف الجزر ويخرج ما بداخله من لب، ثم يغسل جيدا فيوضع في قدر كبير على نار متوسطة ويغطى لينسلق حتى يذبل، ثم يهرس هرسا جيدا، وعندما يقل مائه ويبقى مقدار كوب يوضع السكر والزيت، ثم يوضع على نار هادئة ويقلب بين فينة وأخرى حتى يصبح لونه احمر قاتم يوضع له قليل من الهيل، ثم يزين بالمكسرات.

 

ضمياء العوادي