غالباً ما يعاني الطفل في مراحل عمره الأولى من صعوبة في التعبير عن احتياجاته بصورة دقيقة ومباشرة . وكذلك تعبيره عن ما يزعجه يكون بشكل تصرفات غير طبيعية  تعكس حالته النفسية وقلقه وخوفه . وهذه التصرفات لا تكون واضحة دائماً للوالدين ولا تعطيهم الإشارة الكافية لوجود خلل ما يهدد استقرار الطفل النفسي .

دور الوالدين يأخذ شكله الطبيعي في هذا الجانب حينما يحرصوا على متابعة التغييرات التي تطرأ على نشاط الطفل وشهيته وتفاعله مع محيطه وساعات النوم . وفي بعض الحالات تظهر أعراض تُنبأ بوجود علة نفسية أو جسدية عند الطفل .

يتعرض بعض الأطفال لبعض الانتهاكات الجسدية أو اللفظية أو البصرية وفي هذه الحالة تنشأ عند الطفل ردة فعل من هذه الانتهاكات وغالباً ما يلجأ للصمت لعدم قدرته لفهم الإساءة أو لخوفه من العقوبة أو لتهديده من قبل المعتدي عليه .

ويتخذ شكل تأثير هذا الوضع عليه بحالات نفسية وعصبية تتباين من طفل لأخر ومنها العزلة والانطواء والتبول اللاإرادي والخوف وفقدان الشهية وتأخر النطق أو صعوبته وتغيير في السلوك ...الخ .  وهذا من شأنه تحطيم بنية الطفل الداخلية فيما لو لم يتم التعامل مع وضعه بحذر وعناية .

يحتاج الطفل اهتمام مكثف والاهتمام لا يكون بتوفير الحاجات المادية والتوجيه فقط . فالرقابة والمتابعة يجب ان تدخل حيز الاهتمام . خصوصاً أن في الوقت الحاضر أصبحت التكنولوجيا المتمثلة بالشبكة العنكبوتية وكثرة التطبيقات المقترنة بها عنصر له تأثير سلبي  مباشر على الطفل لتوفره وانعدام الرقابة . ولأن الطفل بطبيعيته يميل للاكتشاف والتجريب والتقليد لذلك وجب فرض رقابة  غير معلنة على الطفل ومتابعة مكثفة سواء في البيت أو المدرسة أو أي مكان يقضي الطفل فيه وقت معين . وتقتضي الضرورة أن يُهيأ للطفل الجو مناسب والبيئة الملائمة لحياة طبيعية خالية من الضغوط النفسية . وقد لا يلتفت الأهل أن هذه الضغوط قد تصدر من المقربين أو في المدرسة أو حتى ما يعرض على القنوات الفضائية أو تطبيقات ألنت .

لذا فأن دور الأهل يجب أن يكون أكثر مسؤولية تجاه صحة الطفل النفسية وحمايته من ملوثات فطرته النقية ومنحه الحصانة التربوية من أخطار التأثر بالعوامل السلبية . وأن تكون نوعية العلاقة بين الطفل والوالدين قائمة على الحوار لكي يكون الطفل مستعد لمناقشة ما يتعرض له أو ما يهدده مع أسرته دون خوف وتوجس من العقوبة .

 

إيمان كاظم الحجيمي