يعدّ السجود غاية في الخضوع  والتذلل والتواضع البشري امام  الله خالق الكون ورب العالمين ومن هنا لا يخبر القران الكريم عن سجود الانسان وحده بل يخبر عن سجود أجواء الكون كلها لله سبحانه وتعالى إذ يقول  {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ } الرعد ١٥
وقد ورد في تعدد السجود وذكره الخاص حيث سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى السجود ، فقال : "معناه منها خلقتني يعني من التراب ورفع رأسك من السجود معناه منها أخرجتني ، والسجدة الثانية ، وإليها تعيدني ، ورفع رأسك من السجدة الثانية ومنها تخرجني تارة أخرى ، ومعنى قوله سبحان ربي الأعلى ، فسبحان أنفة لله ، و ربي خالقي ، والأعلى أي علا وارتفع في سماواته ، حتى صار العباد كلهم دونه و قهرهم بعزته ، ومن عنده التدبير وإليه تعرج المعارج ".  ( البحار للعلامة المجلسي - ج 82 - ص 139) .
وقالوا أيضا في علة السجود مرتين : "أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أسري به إلى السماء ورأي عظمة ربه سجد ، فلما رفع رأسه رأى من عظمته ما رأى فسجد أيضا فصار سجدتين) ."مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ج4 ).
ولاهمية السجود جعله الله تعالى واحد من العلامات التي تميز عباده الصالحين قال تعالى في كتابه العزيز { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ }الفتح29
وان للسجود هيئة وحالة وذكراً تنطوي على جملة أسرار تتجلى للأنسان المؤمن من خلال صلاته بمقدار درجة الاقبال وحضور القلب ووعي تام لما يقوم به من خلال صلاته من حركات وما يتلفظه من كلمات .
ومن فضل السجود عند الله عزَّ وجلّ أنه يثيب عليه حتى من غلبت سيئاته حسناته فدخل النار ، وذلك بتكريم مواضع السجود لله في حياته فلا تأكلها النار، وقد ورد في الحديث ما يؤيد ذلك  حيث قال النبي محمد (ص) " ... أن النار تأكل كل شيء من آدم إلاّ موضع السجود لله في حياته فلا تأكلها النار "  وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام استحباب تغير مكان الصلاة باستمرار وخصوصاً في الآماكن المقدسة , وذلك لآن الأرض تشهد للمصلي  عند الله تبارك وتعالى ولاسيما البقعة التي يضع عليها جبهته سجوداً لله جل وعلا حيث قال الامام الصادق (ع) " صلوا في المساجد في بقاع مختلفة ، أن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة " وسائل الشيعة 3:474/7.
يعتبر السجود من أهم مواضع استجابة الدعاء ،قال تعالى { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ } العلق 19 فقد روي عن الامام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال "السجود منتهى العبادة من بني آدم" (مستدرك الوسائل 4:472/5193باب 18 ).

ندى الجليحاوي