للتعرف على سمات الاشخاص المحيطين بنا قبل ان نتخذ أي قرار في تقييمهم علينا التعرف على الخصائص العامة للأشخاص الناضجين انفعاليا والذين يمتازون بما يأتي:

 

1 ـ القدرة على أن يُحِبْ وأن يُحَبْ: إذ يعزز النضج الانفعالي إحساس المرء بالثقة والأمان. والشخص الناضج انفعاليًا يعبر بوضوح وصراحة عن مشاعر وانفعالات الحب والتواد للآخرين ويتقبل بسعادة وبشر تعبيرات الآخرين عن حبهم وتوادهم معه.

2 ـ القدرة على مواجهة الواقع والتعامل الإيجابي معه: نجد أن الأشخاص الناضجين انفعاليًا تواقون لمواجهة الواقع ويعرفون أن الحل الصحيح للمشكلة يتطلب التعامل الفوري معها. ويرتبط مستوى النضج الانفعالي للشخص بصورة عامة بدرجة مواجهته لمشكلاته أو تجنب هذه المشكلات فالأشخاص الناضجون يواجهون مشاكلهم ولا يألون جهدًا في التغلب عليها.

3 ـ الاهتمام بالعطاء بقدر الاهتمام بالأخذ وربما أكثر: فإحساس الشخص الناضج انفعاليًا بالأمن الشخصي يدفعه إلى احترام وتقدير مطالب ورغبات الآخرين ويدفعه إلى العطاء قدر الإمكان سواء من ماله، من وقته، أو من جهده كل ما يمكن أن يحسن جودة حياة من يحبهم. ويسمح الناضجون انفعاليًا للآخرين بالاستمتاع بلذة كون المرء في وضعية العطاء لذلك يتقبلون برضى واحترام وتقدير ما يقدمه الآخرون لهم, أما الأخذ دون عطاء على طول الخط خطأ أخلاقي قد لا يتحمل المرء تداعياته وبالتالي فالأخذ والعطاء المتوازن هو تجسيد للنضج الانفعالي في أعلي مستوياته.

4 ـ القدرة على الارتباط والانفتاح الإيجابي على خبرات الحياة المختلفة: إذ ينظر الشخص الناضج إلى خبرات الحياة باعتبارها فرصًا للتعلم، وعندما تكون هذه الخبرات إيجابية يستمتع بها ويعمل على استمرارها وإعادة تخليقها أو إنتاجها، بينما عندما تكون بعض منها سلبي وهذا أمرُ وارد لا محالة يتقبلها بمسئولية شخصية ويثق في قدرته على التعلم منها كل ما يفضي إلى تحسين حياته، فالخبرات السلبية فرص رائعة للتعلم مثلها مثل خبرات الفشل فعندما لا تسير الأمور على ما يرام يتلمس الشخص الناضج انفعاليًا فرصًا للنجاح بل يسعى لخلق أو إنتاج مثل هذه الفرص.

5 ـ القدرة على التعلم من الخبرة: تفضي القدرة على مواجهة الواقع والارتباط الإيجابي بخبرات الحياة إلى القدرة على التعلم من الخبرة فالشخص الناضج  انفعالياً لديه القدرة على تحمل مسئولية الأخطاء، والقدرة على النقد الذاتي والتغير للأفضل حتى لا تتكرر نفس الأخطاء السابقة، فالشخص الناضج لا يلقي اللوم على الحظ أو الظروف أو الآخرين بل يراجع نفسه ويتعلم من أخطائه وخبراته.

 

6 ـ القدرة علي تقبل وتحمل الإحباط: فعندما يواجه الشخص الناضج إحباطاً فإنه لا يتجمد في مكانه ولا تتوقف أنفاسه ولا يسب القدر أو الدهر: وإنما يحاول التعامل بطرق أخرى مع المشكلة ويجرب حلولاً جديدة ومبتكرة ويتحرك في اتجاهات شتى حتى يتغلب على المصاعب التي واجهته.

 

الاستشارية : د. ايمان الموسوي/ مركز الإرشاد الأسري