غالباً ما يواجه الوالدين صعوبة في التعامل مع مولودهم الأول وخصوصاً الأم لأن مسؤولية التربية في المرحلة الأولى من عمر الطفل تقع على عاتقها أكثر من الأب بحكم حاجة الطفل النفسية والفسلجية للأم ولذلك فأن الطفل ينشأ تبعاً لتفاعل الأم مع سلوكه وتوجيهه والبيئة النفسية والاجتماعية المتوفرة له التي لها دور رئيسي في بناء شخصية الطفل .
الطفل الأول دائماً يستحوذ على اهتمام كبير من قبل الوالدين وأحياناً يعكس هذا الاهتمام نتائج سلبية على الطفل وكمثال على ذلك أن الوالدين يبررون أخطاء الطفل كتلفظه بإلفاظ نابية أو تجاوزه على الكبارأو بعض السلوكيات السلبية كالعنف والتمرد والصراخ بداعي أنه غير مدرك لأخطاءه وأنه مازال صغيراً على العقوبة والتوجيه وهذا طبعاً تصور خاطئ ويرفضه علم النفس التربوي لأن الطفل ومنذ مراحل عمره الأولى يستجيب للأشارت والإيعازات ويمكنه أستيعاب التوبيخ وربطه بسلوكه الخاطئ .
ذاكرة الطفل وطبيعته التكوينية تحتم عليه تسجيل الأحداث اليومية خصوصاً ما يتعلق بتصرفاته الجديدة فهو عند قيامه بسلوك معين ينتظر ردة الفعل ليسجل دماغه أنطباع الوالدين عنها ومن المفترض لفت انتباه الطفل لأي تصرف خاطئ حتى لو بنظرة حادة أو بحوار مباشر أو توبيخ بالاشارة لنمكنه من فرز التصرفات المقبولة عن الغير مقبولة فليس من الطبيعي أن نترك له المجال في القيام مثلاً بأستعمال لفظ معين لمدة من الزمن ونمنعه لاحقاً عنه ففي هذه الحالة لن يستجيب بسهولة ولن يفهم سبب منعه لأنه قد سجل أنطباع مسبق أن هذا التصرف مقبول وربما سيكون له رد فعل إنعكاسي يتمثل بالعناد والتمرد وبالتالي سيؤثر ذلك على نمو شخصيته وتطورها .
ودور الوالدين ضروري أن يكون توجيهي وتقويمي للأخطاء الأولى للطفل فالتوجيه والتقويم لايعد عنف او قسوة كما يحسب البعض بل هو اهتمام صحي من شأنه بناء شخصية سوية للطفل .

إيمان كاظم الحجيمي