قد يسأل احدهم .. لماذا لا نبقى كما نحن ؟ ولماذا نحاول ان نغير من أنفسنا ؟

ذواتنا بمثابة النهر الجاري ، إذا توقف عن الجريان كثرت الأوبئة فيه ، وتطوير الذات وتحسينها يجعلان منك فعّالاً أمام نفسك والآخرين , ويعرفانك على مصادر قوتك ومكامن ضعفك ويصنعان ثقتك ويجعلانك قادراً على تحمل المسؤوليات مهما كبرت ، كما أنهما يتيحان لك حل المشكلات بعقلية متزنة , وبالتالي فأن تحسين ذاتك يصنع لك وزناً اجتماعيا ثابتاً .

 

كيف يتعلم الفرد ذاتياً ؟

تعتمد عملية التعلم الذاتي في الأساس على مقومات المتعلم العلمية والشخصية والنفسية والسلوكية والاجتماعية , كما أنها تتطلب دافعاً وقدرة ووسيلة وطريقة , وأسلوباً وبيئة تتوافر فيها حوافز التعلم ويمكن أن يتعلم الفرد ذاتياً بإتباع التالي :

ـــ          كشف الفرد عن أفكاره ومشاعره وسلوكه بما يسمى " انفتاح على الغير .

ـــ          البحث عن ردود الفعل لما يكشف عنه من أفكار وسلوك .

ـــ          عدم الإفراط في تحليل سلوك وردود أفعال الزملاء , ولكن البحث عن المفيد منها .

ـــ          الانتماء لجماعة تَعَلُّم تُدرك متطلبات بيئة التعلم وظروفها المختلفة .

ـــ          البحث عن المعرفة من مصادر متنوعة ومختلفة .

ـــ          القيام بتجربة وممارسة أنماط جديدة للسلوك والفكر غير المعتاد عليه في عملية التعليم والتربية .

ـــ          تطبيق ما يتعلمه الفرد في حياته العملية لاستخلاص النتائج والعبر الواقعية ذاتياً .

ـــ          تنمية روح المبادرة وعدم التردد في إرسال أو استقبال كل جديد .

ـــ          تبادل المعلومات وتحديث المعارف وتطوير المهارات بكافة الوسائل والطرق والأساليب الممكنة والمتاحة.

ـــ          ترويض النفس على تقبل النقد , واحترام الرأي الآخر مهما يكن الاختلاف معه .

ـــ          استثمار جميع المواقف ( الإيجابية والسلبية ) وتحويلها إلى محطات تعلم ينتج عنها سلوك إيجابي جديد .

 

والدافع الحقيقي وراء اهتمامنا بالتطوير الذاتي هو إيماننا بشيئين مهمين هما ، أهمية التطوير وخطورة التطوير ، فالإنسان الناجح هو الذي يدرك كمية وقيمة الطاقات التي أودعها الله سبحانه وتعالى فيه وبناءاً على حجم هذا الإدراك يتخذ القرار المناسب حول كيفية استخدام هذه الطاقات ومن ثم يقيم هذا الاستخدام .

كما ان الصورة التي يرسمها الإنسان عن نفسه هي الدافع الحقيقي وراء مجموعة السلوكيات الصادرة عنه ، فطريقة عمل النفس البشرية ، كما يقرر المختصون ، معقدة ومركبة لأن كل إنسان لـه مجموعة من المبادئ والقيم التي تتحكم في طريقة تفكيره ومن ثم مشاعره ورغباته والسلوك الصادر عنه ، وبناءاً على ما سبق فتطوير الذات هو عملية تحويل أو تحول هذه الذات إلى الأفضل .

لذا فأن أول خطوات هذه العملية الصعبة هي الإيمان بإمكانية تطوير الذات ، فأنت ؛ ما تعتقده عن نفسك ؛ فإذا اعتقدت استحالة تطوير نفسك فأنت بالتالي تجعل هذا التطوير مستحيلاً ، فإذا ما تحقق هذا الإيمان بإمكانية التطوير، يأتي الدور على نوع آخر من الإيمان ؛ ألا وهو الإيمان بأهمية التطوير وما سيحدثه في حياتك من تغييرات إيجابية وقفزات نحو الأمام على جميع الأصعدة .

فالتطوير هو تطوير للروح بالتربية وتطوير للعقل بنور العلم والمعرفة وتطوير للنفس بكريم الخلق وتطوير للفكر بالثقافة وتطوير لجملة المهارات باكتساب المزيد منها ؛ فإذا علمنا أن هذه النواحي جميعاً تشكل تقريباً الأعمدة الرئيسية لمناحي الحياة المختلفة ، أدركنا قيمة التطوير وأهميته .

كما أن عملية تطوير الذات لا تبدأ إلا باكتساب جملة من العادات والالتزام بمجموعة من المسؤوليات يمكن تلخيصها في الآتي :

ـــ          تحمل المسؤولية الذاتية ؛ فما حك جلدك مثل ظفرك .

ـــ          الالتزام تجاه الذات ، وهذا يستلزم التضحية بالوقت والجهد والمال .

ـــ          السيطرة على الذات ، فالكل يبحث عن اللذائذ ويفر من الآلام والإنسان الناجح هو الذي يلتذ بما هو حقيقي اللذة ويتألم مما هو حقيقي الألم .

ـــ          الظفر بتأييد الآخرين أثناء العملية التطويرية .

ـــ          التطور المستمر ، فالتطور رحلة لا نهاية لها .

ـــ          الصبر ، لا تستعجل النتائج .

ـــ          الثقة في الذات مع تفاؤل وإقدام .

ـــ          الطموح والهمة العالية .

ـــ          البدء بالأولويات والأهم .

ـــ          لا تدع العثرات تتراكم .

 

د. مواهب الخطيب