من منا لم يمر بلحظات انكسار في حياته ؟ ومن منا لم يتألم لدرجة أننا قد نفقد أحياناً رغبتنا في السعي من أجل الوصول إلى الهدف ؟ وكل ما نفعله هو ترقب فرصة جديدة أو انتظار بصيص أمل نتعلق بحباله الضعيفة لنعود ونعاني من فشل تلو آخر .

الفشل ليس نهاية الطريق إنما هو دافع لإيجاد طريق آخر للنجاح . ومن يسعى للنجاح عليه أن يسير في طريق طويل لا يدرك نهايته ألا الشخص الذي يمتلك الطموح والإصرار ؛ وقبل ذلك لديه هدف ثابت يخطط من اجله بصورة واقعية تتلاءم مع قدرته وميوله حيث تكون خطواته متأنية لا تألف التراجع وفي نفس الوقت لا تتأثر بالظروف والعوامل الخارجية لأن الدافع الداخلي يضعه على أرض صلبة ويؤسس له قاعدة متينة تعزز إمكانيته على تجاوز الزلات والهفوات وتجنبه الوقوع في متاهات القلق والأزمات النفسية والقسوة على الذات . أما في الجانب الآخر هناك شخص لديه طموح ولكنه لم يحدد هدف ثابت أو لديه هدف ولكن يشرع في الوصول أليه دون تخطيط  وفي هذه الحالة يكون كمن يدور في حلقة مفرغة وتكون خطواته عبثية بلا طائل وقد يعود سريعاً لنقطة البداية لأنه لا يمتلك عوامل النجاح ولا مقومات الشخص الناجح وتضيع بذلك فرصه بالاستمرار ؛ بدخوله مرحلة الانكسار والقسوة على الذات وكأنه لن يصل إلى نهاية الطريق وسيبقى في المنتصف مع أنه فقط عاد إلى البداية ؛ التي من الممكن عندها أعادة المحاولة والسعي والاجتهاد وترتيب الأفكار وتحديد الهدف ضمن تخطيط منطقي للوصول إلى الغاية والهدف من جديد .

وقد تكون النملة ذلك الكائن الضعيف اكبر شاهد على صور تكرار المحاولة للوصول إلى المبتغى فهي على صغر حجمها لكنها قد تلهم مبادئ ومقومات النجاح كالمثابرة والإصرار والسعي المتواصل .

وهناك شواهد أخرى كثيرة علينا وضعها كأساس لمنهجيتينا ومنها تجارب العلماء والكتاب والشعراء الذي ذاع صيتهم وأصبحوا نجوم لامعة في سماء الإبداع وعلى سبيل المثال عميد الأدب العربي طه حسين الذي فقد بصره ولكنه لم يفقد الأمل والعزيمة ولم يعرف المستحيل حيث غير مسار الأدب العربي بنتاجه وأفكاره فيما يخص فن الرواية .

قد يبدو طريق النجاح صعباً ومجهداً ولكن متعته في الرحلة نحو الإبداع قد تحيل مشقته إلى رضا وتصالح مع الذات وانسجام طبيعي مع نمط الحياة المعاصر المعقد وبذلك علينا أن نطرح اليأس والهزيمة جانباً وأن نصارع القيود والعقبات بثقة نابعة من العمل الدؤوب والجهد المتواصل بغية تحقيق الهدف وملامسة تحقيق الطموح على ارض الواقع .

 

إيمان كاظم الحجيمي