ما زالت الخطى تُحث على قدم وساق من قبل الماكينة الإعلامية الغربية صوب المرأة المسلمة محاولة منها في واستقطابها واجتذابها لما تعتقده هي ـــ الماكينة الغربية ـــ من مائز تمتاز به المرأة في الغرب على قرينتها المسلمة .

وبغية منع نسوتنا ـــ لا سمح ـــ الله من الانزلاق وراء هذا المخطط الهدام والطروحات المعسولة بالسم ، او ما يراد به من جرها لما يبتغونه من خلال حبائلهم الفكرية هذه وما يراد من وراؤها من توهيم وتوهين للمرأة المسلمة ، ثمة ما يدعو للتأمل والتدبر بخصوص قيمة المرأة في المجتمعات المدنية الغربية عن قيمتها كمسلمة ومن ذلك حقوقها ...

فحق المرأة المسلمة اصيل ، لأن الإسلام منحها حقوقها سماحة منه باعتبار ذلك منحة إلهية لا يجوز التطوع او المزايدة او التشذيب لها ، في حين ان المرأة في الغرب تحاول ان تنتزع حقوقها انتزاعا بعد أن سلبت منها بالإكراه باعتبار ذلك منة إنسانية وبالتحديد ذكورية ، وهو ما يدفعها لإقامة المؤتمرات الخاصة بحقوق المرأة وتشكيل الجمعيات والملتقيات التي تطالب بذلك .

وما مناداة المرأة الغربية بالمساواة مع شريكها الرجل الا مجانبة لأصل الخلقة والفطرة ، وما مطالبتها بذلك الا يأسا منها في تحصيل حقوقها سيما وأنها ما زالت تكافح لأجل ذلك منذ مئات السنوات ، الا أن التجربة أثبتت صيرورتها الى كائن بلا قيمة ولا كرامة خصوصا بعد ان ضنت هي ومن وراؤها ممن يدفعها لذلك ، ان العدالة هي المساواة بين الرجل والمرأة ، تجاهلا منها ومنهم كل الموائز والفوارق بينهما .

  وأول ما يطالعنا في الغرب هو أن المرأة لديهم تعمل ليلاً ونهارا وتناضل من أجل انتزاع حقها في لقمة العيش فلا مورد لها إلا بمرارة العمل ومصاعبه ومشاكله ، ومع ذلك لم تنل حتى اللحظة حقوقها المالية بعد ان هدمت ـــ بخروجها من البيت ـــ أسرة كاملة ، في حين ان المرأة المسلمة في الأصل غير ملزمة بالعمل بعد ان كفل لها ذلك الشارع المقدس من نفقة طوال مراحلها الحياتية ومنها النفقة الزوجية والإرث ، ومن كل الجهات الصلبية او السببية وهو ما لم تتحصل عليه المرأة عندهم .

وزيادة في تقديس المرأة وحقوقها ، تُّعد حقوقها ـــ حسب المنظور الإسلامي ـــ عبادة يتقرب بها الرجل إلى الله جل شأنه ، وما حق الزوجة حسب الوصايا السجادية في رسالة الحقوق للإمام السجاد عليه السلام حين قال (( وأمّا حقّ الزوجة  ... فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ جعلها لك سكناً واُنساً ، فتعلم أنّ ذلك نعمة من الله عليك ، فتكرمها وترفق بها ، وإن كان حقّك عليها أوجب فإنّ لها عليك أن ترحمها لأنّها أسيرك وتطعمها وتسقيها وتكسوها ، وإذا جهلت عفوت عنها )) الا تقديس لها ولحقها ، في حين ان الرجل في الغرب أن اعطى ذلك فعلى مضض وخيفة من القانون ، وحسبنا ذلك فارقا أول .

فاطمة عبد الأمير