بعض المواهب تتفجر في الطفولة وتنبأ بولادة قامات أدبية عظيمة ولكن في بعض الأحيان تخمد هذه المواهب لعدم توجيهها وصقلها وأحيانا بسبب قمعها . موهبة كتابة الشعر هي أحدى المواهب التي تعتبر لغة مثالية لشحذ وإثارة المشاعر ورسم الكلمات بصور خيالية تخلب الأفئدة أن كان رثاء أو مدح أو حماسة.....  ؛ وحينما تنتسب القصائد للأمام الحسين (عليه السلام) ويكتب الشعر له وباسمه (الشعر الحسيني) علينا أن نتطرق لتجربة الشاعرة المميزة زهراء المتغوي من دولة البحرين .

بدأت موهبة الشاعرة بالظهور وهي في عمر أحدى عشرة سنة وكان من الصعوبة تنميتها دون تشجيع ودعم ؛ ومع ذلك اختارت الشاعرة طريق القراءة وشرعت بقراءة القصص والروايات والأهم دواوين شعرية كأقصر طريق يتناغم مع موهبتها الشعرية ويعزز قدرتها على إمكانية وزن الأبيات بصورة صحيحة .

وبعد ولوج الشبكة العنكبوتية لحياة الشاعرة وتوفر المصادر الأدبية صار من الممكن تفعيل الموهبة أكثر وبإصرار أكبر من خلال دراسة العروض على شبكة الإنترنت فضلا عن دعم المدرسات لهذه الموهبة التي بدأت تبرز بوضوح وإبداع ملفت للنظر ومدعاة للإعجاب .

وكان المنبر الشعري الذي دأبت الشاعرة على اعتلائه وهو ما شجعها لإطلاق موهبتها من خلاله هو منبر الأمام الحسين (عليه السلام ) في المناسبات التي تخص الولادات أو ذكرى استشهاد الأمام والمناسبات الأخرى التي تخص أهل البيت (عليهم السلام) . ولم يقتصر حضورها في هذه المناسبات في البحرين فقط بل شاركت في إحياء بعض المناسبات في الكويت والقطيف وعُمان . وصار لشعر المتغوي سمة خاصة تقترن بالنفحات الحسينية والجزالة الزينبية .

ولأن فيوضات الحسين غمرتها بتلك الهالة والقدرة على كتابة روائع القصائد ؛ ازدانت ذاكرة الشعر بثلاثة دواوين ( أهداب الريحان , بأي ذنب قتلت , سيمياء الحلم ) وسيصدر لها قريبا ديوان ( سائغا للشاربين ) وديوان شعر للأطفال .

وما حصدته من جوائز أدبية على مستوى الوطن العربي لم يكن بمستوى أحلامها إذ حلمها الأثيري هو تقبُل حروفها ووصولها لملهمها الحسين ( عليه السلام ) .

ومن جملة الجوائز الحاصلة عليها المتغوي في ميدان الشعر ( جائزة ملتقى الكوثر , شاعر الحسين , مهرجان أبي تراب , الزهراء في عيون الشعراء ) وغيرها من الجوائز . وحصلت على المركز الأول لخمس سنوات متتالية في مسابقات الهيئة التعليمية التربوية في الشعر .

مميزتنا المتغوي تعمل رئيسة تحرير الصفحة الأدبية للمجلة الإلكترونية زلفى فضلا عن عملها التدريسي البعيد عن مجال الأدب فهي مدرسة لمادة الرياضيات مع أنها ترى أن ثمة علاقة بين حل المعادلات الحسابية ووزن الشعر . ولها مشاركات واسعة في اللقاءات الأدبية المتلفزة والإذاعية وشاركت في العديد من الأمسيات الشعرية والمهرجانات في عدد من الدول العربية . ولم تكتف بكتابة الشعر بل راحت تسبر غور عالم التنمية البشرية فخرجت بأكثر من خمسين ورشة عمل في مجال التفكير الإيجابي والثقة بالنفس وصناعة الذات فضلا عن ورش العمل الخاصة بالنساء لتطوريهن في مجال الشعر الحسيني.

وكان لتكريمها وحصولها على لقب شاعرة البحرين الأولى في مهرجان النبأ العظيم دور مهم يدعم كل امرأة تتطلع على سيرة المتغوي فتتعقب أثر الإبداع وتستلهم من تجربتها ركيزة أساسية توثق أدوار التميز للمرأة الملتزمة بنهج أهل البيت ( عليهم السلام ) والتي تحاكي لغة العصر بلغة الشعر والجمال .

 

إيمان كاظم الحجيمي