لاشك أنّ الأنظمة التعليمية لا ترتقي إلّا من خلال إدارك أهمية اتباع الوسائل والسبل الموصلة الى الارتقاء في المجالات العلمية كافة.. فمن تلك السبل السعي الى الانفتاح الى العالم المعرفي بجامعاته ومراكزه التعليمية والبحثية, فالتواصل المعرفيّ يسهم في تطوير التعليم الجامعيّ على وفق أسس علمية رصينة خاضعة للمعايير الدولية بما يحقّق التنمية المجتمعية محليًا وإقليميًا وعالميًا.

وكما يعلم الجميع أنّ جامعة الزهراء(عليها السلام) للبنات جامعة فتية ترتبط بمؤسستين رصينتين (الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي) تُعنى بتدريس علوم متنوعة صحية وطبية وإنسانية وتسعى الى تحقيق رسالتها في تطوير الأساس العلميّ والأداء التعليميّ والبحثيّ للعنصر النسويّ، وذلك من خلال توفير بيئة أكاديمية تعليمية بحثية مناسبة للطالبات والعمل على بناء قدراتهنّ وإعدادهنّ إعدادًا نوعيًا (تربويًا وعلميًا ومعرفيًا) ليصبحْن مؤهلاتٍ، قادراتٍ على الإبداع الفكريّ والرياديّ في مجالاتها العلمية الحالية والمستقبلية إن شاء الله تعالى.

ولا يتم الارتقاء إلّا من خلال مواكبة التطورات العلمية التي يشهدها العالم الطبّي للنهوض بالواقع الأكاديميّ والتعليميّ لجامعة القوارير وتطوير المنظومة التعليمية فيها؛ لكي تكون صرحاً علمياً متِّبعاً لكل مايؤشره عنوان الضمان والجودة من مؤشرات تحسين على المستوى المحلّي والعالميّ.

حقيقة إنّ الدعم الحسينيّ من لدن القائمين على إدارة العتبة المقدسة والتوجّه العلميّ المعروف لها ولاسيما سماحة المتولّي الشرعيّ للعتبة الحسينية المقدسة (أدام الله عزّه) من خلال إقامتهم الصروح العلمية الجامعية والتشجيع على الشروع بمشاريع علمية أخرى ودعمهم المتواصل لرفد الجامعة بكل ماتحتاجه من متطلبات ومستلزمات تصبّ في خدمة الحركة العلمية وتطويرها في مجالات العلوم الصحية والطبية والتربوية، شجع ودعا الى فتح آفاق التعاون العلميّ ومدّ جسور التبادل المعرفيّ والثقافيّ مع الجامعات الرصينة والمراكز البحثية فضلًا عن الهيآت التابعة الى غير وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ بحسب مايخدم الاختصاصات العلمية في الجامعة.

ومن ثمار التعاون العلميّ أفكار نافعة تُطرح لخدمة الحركة العلمية والأكاديمية منها إجراء مناقشة علمية عن الطب التجديدي وتطبيقات الخلايا الجذعية، بمحاضرة ألقاها عضو اللجنة الوطنية العليا للطبّ التجديديّ في وزارة الصحة (أ.د.أحمد الخزاعي) .. وقد اعتزمت جامعة الزهراء (عليها السلام) على أن تتبنّى مشروع الطب التجديديّ الذي هو أحد العلوم الجديدة الناشئة في العالم الطبّي بأحدث التقنيات المتطورة لتقوم الجامعة بوضع آليات إقامته وبدعمٍ مأمول من الجهة الراعية المؤسسة للجامعة وهي (العتبة الحسينية المقدسة) وذلك باستحداث قسم جديد بعنوان ((تقنيات الطبّ التجديديّ والخلايا الجذعية)) ليكون أحد أقسام كلية التقنيات الصحية والطبية وعلى وفق أحدث التقنيات العلمية وبما يتناسب ومتطلبات سوق العمل، ليُخرِّج القسم المذكور حاملات شهادة البكالوريوس في الطب التجديدي، وبهذا ستكون لجامعة الزهراء (عليها السلام) الريادة على مستوى الجامعات العراقية، والسبق بإحداث نقلة نوعية في مجال الدراسات الأكاديمية البايولوجية الطبية من خلال إعداد الملاكات التدريبية التخصّصية بالجانبين النظريً والعملي في المختبرات وتهيئتها للعمل ضمن المراكز التخصّصية والمستشفيات والعيادات الطبية فضلا عن إمكانية افتتاح الجامعة - بحسب الرؤية المستقبلية - الدراسات العليا في هذا الاختصاص لتخريج ملاكات تدريسية وتنشيط الحركة البحثية في هذا المجال وتطوير إمكانيات البحث العلميّ والدراسات الطبية وإجراء الأبحاث والتجارب ماقبل السريرية للخلايا الجذعية وهندسة الأنسجة لتطبيق هذه التقنيات في التجارب الاكلينيكية لما ثبت فاعليته في المختبرات لعلاج مختلف الأمراض المستعصية التي تصيب الإنسان عبر استبدال الأنسجة التالفة بأعضاء الجسم بأخرى سليمة حية عن طريق انتاج الخلايا الجذعية وبما ينسجم مع المعايير الأخلاقية والشرعية. فهذا المشروع المطروح إن اكتمل تنفيذه وأخذ طريقه للواقع الفعليّ سيكون واحدًا من أهمّ مقومات الارتقاء بجامعة الزهراء وملاكاتها علميًا ومعرفيًا وأكاديميًا..

 أ.د.زينب عبد الحسين الملا السلطاني/ ر. جامعة الزهراء (ع) للبنات