اليوم ومع تزايد نسبة الطلاق في عموم المجتمعات لأسباب لسنا في صدد مناقشتها في هذا الموضوع.. تتفرع من هذه القضية مجموعة من المشكلات الاجتماعية والنفسية المرتبطة بها وبالطبع في مقدمتها (الضحايا) الأطفال الذين يدفعون ثمن الانفصال من استقرارهم وحقهم في الحياة ضمن بيئة آمنة توفر لهم وجود الأبوين معا من دون أن يضطر الطفل أن يعاني من عقدة الاختيار بين حنان الأم وحماية الأب, أو أزمة الإجبار على أحدهما حتى لو أراد البقاء مع الآخر.. فما يفرضه القانون أو ما يوجه به الشرع أو ينصح به علم النفس.. سنتعرف عليه من خلال رؤية ثلاثية الأبعاد ونترك للقارئ التمعن أكثر في مسألة الحضانة والتفكير في ضمان حياة الطفل من دون أي هدر لحقوقه.

الرأي الديني:

الشيخ مازن التميمي مسؤول شعبة دار اللغة والأدب العربي

الحضانة مصطلح فقهي متداول في الفقه الإسلامي، ومعناه: الولاية التي تقتضي السلطنة، الغرض منها رعاية الولد ذكراً كان أو أنثى وحفظه، وهي حق ثابت للأبوين على حد سواء، والمسؤول عنه الأب دون الأم، وتشمل: الإرضاع والتربية وما يتعلق به من شأن يصلحه، وتنتهي الحضانة عند سن الرشد دون البلوغ.

وقد تناول الإسلام هذا الموضوع في أحكامه الشرعية الفرعية، وسجلت كتب الفقهاء لهذا الموضوع سبعة عشر(1) مسألة قانونية حول النزاع وغيره، فقالت في بعض الموارد: "حضانة الولد وكل ما يتعلق بها من مصلحة حفظه ورعايته –حولين كاملين- من حق أبويه بالسوية، فلا يجوز للأب أن يفصله عن أمه خلال هذه المدة وأن كان أنثى، والأحوط الأولى أن لا يفصله عنها حتى يبلغ سبع سنين وإن كان ذكرا"(2).

أما "إذا افترق الأبوان بفسخ أو طلاق قبل أن يبلغ الولد السنتين لم يسقط حق الأم في حضانته ما لم تتزوج من غيره، فلابد من توافقهما على ممارسة حقهما المشترك بالتناوب أو بأية كيفية أخرى يتفقان عليها"(3).

الرأي النفسي:

الاستشارية شهلاء الدهش/ مركز الإرشاد الأسري

حضانة الاطفال بعد الطلاق وأثرها النفسي على الاطفال

يعتبر موضوع حضانة الاطفال من المواضيع الشائكة والتي يترتب عليها أثار نفسية كثيرة على الاطفال لذا هناك خطوات كثيرة على الام والاب تطبيقها بعد الانفصال:

1- يجب ان ينظر الابوان الى مصلحة أبنائهم وترك مصالحهم ومشاكلهم ويجعلون العلاقة ودية فيما بينهم للحفاظ على نفسية أبنائهم.

2- تحديد المكان الانسب للطفل الذي يضمن الحالة النفسية له سواء كان مع الاب ام مع الام.

3-  فحص الحالة النفسية للاب والام ومعرفة ان كان لديهم امراض نفسية ام ميول الادمان او ميول للعنف ومعرفة من منهم يستحق حضانة الطفل.

4- تحديد الثقافة والتعليم للأب والام ومعرفة كيف يستفيد الطفل من هذه الخبرات

5- التأكد من وجود دخل مادي ثابت للشخص الذي سيتولى الحضانة سواء كان الام ام الاب.

6-  في كل الاحوال عيش الطفل مع طرف واحد سواء كان الام ام الاب سيولد له أثار نفسية كالأرق والكوابيس وقضم الاظافر والتلعثم وتأخر المستوى الدراسي وغيرها الاثار

7- وختاماً نحن في مركز الارشاد الاسري هدفنا ارشاد الزوجين المنفصلين إلى أبسط الطرق التي من شانها تخدمهم في التعامل مع الأطفال وتقلل عليهم التأثيرات النفسية فيما يخص مسألة الحضانة، وأيضا قام المركز بمفاتحة المحكمة باصطحاب الاطفال من قبل ابائهم لأن غايتنا عدم قطع جذورهم من الاصل تماما من خلال المشاهدة ونحن نرى ان مفهوم الطلاق ليس بهذا المفهوم العدائي وانما يجب ان يفهم بمفهوم اخر هو سوء فهم حصل بين الاثنين أدى بالنهاية إلى انفصالهما.

الرأي القانوني

المحامي حسن عودة

جعل الله ســبحانه وتعالــى الزواج علاقة مبنيــة على المودة والرحمة والألفة والانسجام ولكن قد تثور المشاكل وتصبح الحياة الزوجية مستحيلة ويحدث الطلاق والذي لا يقتصر أثره على الزوجين بل يمتد أثره الى الأطفال الذين يصبحون ضحيــة الصــراع بيــن الزوجين ووســيلة للضغط والمساومة بين الطرفيــن وفي القانــون العراقي الحضانــة للأم علــى أن تتوافر فيها شــروط الأمانــة والعقل والمحافظــة على المحضون وذلك اســتنادا للأحــكام المادة 57 من قانون الأحوال الشــخصية العراقي رقم 188 لسنة 1959 ويجــب أن تؤخذ بنظر الاعتبار الحالة النفســية للطفل المحضون بالاســتعانة بالبحث الاجتماعــي واللجان الطبيــة وهل تتوافر له ســبل العيش والتعليــم واذا لم تتوفر في الحاضنة الشــروط تسقط عنها الحضانة ويستطيع الأب استرداد الحضانة وكذلك بإمكانه مشاهدة المحضون مرتين في الشهر وبإمكانه اصطحاب المحضون على أن لا يبيت إلا عند حاضنته واذا تزوجت الحاضنة من شــخص آخر فيجب عليه أن يتعهــد بالمحافظة على الطفل المحضون وبعكســه تســقط الحضانة عن الأم وتستمر الحضانة الى سن الخامسة عشر حيث يختار الطفل العيش مع من يراه مناسبا الأب او الأم.

إيمان كاظم