سيرة شهيدة

قربانا للعقيدة والمبادئ الإيمانية

الدكتورة ساجدة حميد لفتة.. مناضلة صلبة الموقف

من منبع الاصرار وعذابات الزنزانة ورائحة الموت، وبين ترتيلات كتاب الله وادعية الصحيفة السجادية، يقضين سجينات النظام البائد يومهن دون خوف او حسرة على نضالهن المزدان بأحرف الرضا والطاعة،في سجون الطاغية ايام النضال الصادق والمبني على روح التضحية، يحملن بين جوانحهن المتعبة وعيونهن الذابلة قوة الايمان وصدق العمل وصلابة الموقف!

نسلط الضوء في هذا العدد على واحدة من المناضلات اللواتي نلن شرف الشهادة على ايدي جلاوزة البعث وفي سجون الطاغية .

الدكتورة الصيدلانية ساجدة حميد لفتة العقابي

تتصف الشهيدة ساجدة بشخصيتها الرسالية المثقفة والواعية .. وهي كاتبة وشاعرة من طراز خاص، سارت على نهج الرسالة المحمدية وقدمت اعز ماتملك نفسها واخاها وولدها الرضيع  وزوجها قربانا للعقيدة ومبادئها الايمانية، لذا كانت من ابرز المناضلات ضد حزب البعث الطاغي، ورغم تدرجها الطبي وماحصلت عليه من شهادة طبية في مجال اختصاصها، الا انها كانت تصب جل اهتمامها بالعمل النضالي وتقرأ كثيرا مؤلفات السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره الشريف)   

عبارة الوجع

اعدمت العام 1980 هي وزوجها الطبيب د. محمد هادي واخوها الشهيد ماجد حميد لفتة العقابي، وتركت طفلها الرضيع ضياء ذو الاربعة اشهر يلاقي مصيره المجهول في ايدي من لاترحم صغر سنه، ورحلت بجوار رب كريم ورحيم واثناء اعدامها كتبت على جدران غرفة الاعدام (بلغوا أهلي انهم  أخذوا إبني مني) بتوقيعها؛ أذ وجدت هذهِ العبارة بعد سقوط النظام على جدران السجن.. و لم يعثر ذووا الشهيدين ساجدة لفته وزوجها الدكتور محمد هادي على جثتيهما.. حيث دفنا مع كثير من الشهداء المغيبين في المقابر الجماعية.

واجب انساني

بعد الخلاص من النظام البائد ..بدأت الأسر العراقية التي غيب ابناؤها او اعدموا بالبحث عنهم وعن رفاتهم، في سجلات المؤسسات الامنية ودوائر السجون والمعتقلات وفي المقابر الجماعية ايضا، فلم يجدوا لهم أثرا.

وبات من الواجب الإنساني والأخلاقي أن تعترف العوائل التي تبنت أطفالا وهبهم الرئيس المقبور إليهم أن يبادروا مثل مبادرة العائلة الكريمة التي ربت السيد احمد الموسوي ابن الشهيدة المذكورة، للإبلاغ عن ذلك ومعرفة  ذويهم من اختبار الـ (دي ان اي)، فبعد عرض فديو قبل فترة وجيزة عن الشاب احمد والبحث عن شقيقه المفقود ضياء الذي اعتقل مع والديه وهو بعمر اربعة اشهر التقى الشقيقان بعد اربعين عاما من الغياب بمبادرة فيسبوكية بإعلان عنهما .. ليروي لنا المشهد المؤلم والمفرح بالوقت نفسه مأساة العوائل في ذلك الحين، ويجسد اروع الحنين بدموع فرحة اللقاء بين الشقيقين ، واستذكارا لوالديهما الشهيدين رحمها الله .

حملة وفاء

النظام السابق أعدم عوائل بأكملها، وقام بعزل الأطفال ووضعهم في دور مجهولي الابويين، لذلك بعد ان من الله على عائلة سيد احمد الموسوي بالعودة إلى أهله بعد 40 يحتاج حملة مهمة لنشر صور الأطفال المغيبين، والى التعريف بهم لخلق حالة من التواصل بينهم وبين ذويهم، فهذه تعد من اولويات الوفاء والايثار لكل من ضحى بدمه ونفسه دفاعا عن المبادئ والعقيدة والإيمان.
سعاد البياتي