هكذا.. ومن دون سابق انذار اصبح الوباء نعمة، أ ليس مستغربا هذا الامر! سحابة سوداء من الأحداث بثت الرعب والخوف في النفوس كرعب سماع صوت الرعد المدوي، أثار فينا الألم لما اصاب العالم بأسره، ودقت اجراس افكارنا، ترى ماذا جرى؟ وكيف؟  اسئلة تبحث عن الاجابات.

لا يخفى علينا انه ابتلاء واختبار من رب العباد ليجعلنا نراجع انفسنا جميعا لِمَ نزل واصيب به عدد كبير، أخذ يجول كصياد يقتنص فريسته باحتراف فإما أن يرديها قتيلة او يهرب من يديه ذو المناعة العليا.

نجد الاجابة ترد على مسامعنا من القرآن الكريم بقوله تعالى : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ).

لنطل برؤية سريعة على أحداث العشر سنوات السابقة على اقل تقدير رغم ما فيها من تسارع للتكنولوجيا ولهندسة المعلومات وخدمات الاتصالات بشكل رائع ولكن في الكفة الأخرى نجد ازدياد نسبة الفساد والظلم في  جميع أصقاع العالم تقريبا، وبات القتل وجريان سيول الدماء وقطيعة الارحام والجهر بالفسق والفجور عناوين رنانة للتفاخر بحيث تساوت فيه بيوت بعض المسلمين مع غيرها خلال ما تشهده عوائلنا من ضعف دور أولياء الأمور لتصبح موارد للتحضر للألفية الثانية.

كلٌ يلهث وراء شهواته، اهوائه ورغباته حتى وان اصطدمت بالدين وبتعاليمه السمحاء لنرى الجرأة من بعض العباد

بكلمة [وإن] فهم امسوا في معرض العصيان كما قال امير المؤمنين (عليه السلام) [إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَانِاتِّبَاعُ الْهَوَى، وَطُولُ الْأَمَلِ ]

ليأتِ اخيرا جرس الانذار يوقظنا من سبات الغفلة استيقظوا وتذكروا الموت فها هو الان يحصد الآلاف من البشر، وانتبه كل من تناسى القبر واسترجع سجل اعماله فما زال باب التوبة مفتوح لك ايها المؤمن المهتدي، فسجدة بعد صلاة، او تقويم منك لغيرك، أو طلب مغفرة لما فات منك تبعث في قلبك راحة وسكينة تستشعر به رضا الباري عنك كما قال عز وجل "واستغفروا ربكم انه كان غفارا"

فها هي  نعمة الرجوع لله و معرفة قدر نفسه امام قدرته تعالى.

لنجعل من بيوتنا نجوما تضيء لأهل السماء بالقرآن وتلاوته اناء الليل واطراف النهار ولتطبيق قواعد الدين الحنيف والبحث عن كل ما يصلح اولادنا وبناتنا ويؤنس شيخنا ويربي طفلنا لنساهم كل من موقعه برفع البلاء ولو بكلمة استشفاء ترسمها اقلامنا لتداعب ذوي الالباب والفطن.

 

سورة الشورى أية (30)

سورة نوح أية (10)

عهود نايل