بسم الله 

(خطّ الموت على وُلد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يُوسُف وخير لي مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تُقطعها عُسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن مني أكراشاً جوفاً وأجربةً سُغباً، لا محيص عن يوم خُط بالقلم رضا الله رضانا أهل البيت نصبرُ على بلائه ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذّ عن رسول الله لحُمته بل هي مجموعة له في حظيرة القدس تقرّ بهم عينه وينجز بهم وعدُهُ، من كان باذلاً فينا مُهجتهُ ومُوَطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإنني راحل مصبحاً إن شاء الله)

الإمام الحسين (عليه السلام) 

 

إن لأي حاكم من الحكام أو قائد من القادة  أو والي من ولاة الذين يتولون  أمور المسلمين  ولهم السلطة والحكم بشؤنهم  والولاية عليهم،  لابد أن تتوافر فيهم سمات الإيثار والإخلاص وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية والدنيوية, وعدة شروط التي تصب في مصلحة الأمة و يكون صالحًا للقيادة وإدارة بلاده ولعل من أهم هذه الشروط هذان الشرطان الأساسيان

الشرط الأول/ ان يكون صالحًا في نفسه و ورعًا في دينه ويخاف الله في أمته.

الشرط الثاني/ ان تكون احكامه وقوانينه تصب في مصلحة الأمة و لا يصدر ما هو غير صالح.

وهذا ما حدث  في عهد الامام الحسين (عليه السلام) 

حيث كان يزيد بن معاوية  لم تتوافر فيه الشرطان الاساسيان، فلا كان صالحًا في نفسه ولا ورعًا في دينه ولا يخاف الله في أمته

فقد كان شارب الخمر وراكب الفجور وقاتل النفوس البريئة، عندما أصبح خليفة على المسلمين أزداد طغيانًا وظلمًا وأخذت افعاله تأخذ ابعادًا أخرى

وكان يجب على أفراد الإمة أن يتركوا طاعته وعدم اتباع أوامره  ويقاوموه، لأنه طاعته  في هذه الحالة هي طاعه للشيطان ومعصية الله 

  وفساد للأمة والمجتمع

ولهذا رأى الامام  الحسين (عليه السلام) من  ضرورة القيام بمعركة  الاصلاح ضد الظلم والطغيان  والفسق والفجور وضد الباطل، حتى لو كان التضحية بنفسه الزكية وكواكبة الطاهرة ال بيته، مضحيًا بنفسه وبهم ليسجل أروع المعارك والثورات الخالدة على مر الأزمن والعصور

وقد حققت ثورة الامام الحسين اعظم المعجزات على مسرح الحياة وقادت المسيرة الإنسانية نحو الاهداف النبيلة والسامية، وتجردت ثورته العظيمة. 

 من أي مطمع دنيوي وهدف شخصي وغيره فسجلت أروع و أرفع وأسمى الثورات ضد حزب الشيطان وأتباعه، فكانت المواجهة عظيمة ومفجعه بين النقيضين الكفر والإيمان والخير والشر والنور والظلام؛ ولإنقاذ الأمة من ظلم والجور والهتك والفجور فما كان ليحفظ دين الله ورسالة جده إلا بمهجته الطاهرة، ولتكون الخاتمة أعلاء كلمة الله و محمد رسول الله عليًا حجة الله وخليفته  وانتصار الدم على السيف

فالثورة الامام الحسين

ثورة لله وحده

 ثورة الاصلاح الخالدة 

وثورة الإيمان وحب العترة والقرآن 

و لهذا كرمها الله تعالى له بالخلود في القلوب الطاهرة

والعقول النيرة وسيبقى ذكرها خالدًا إلى يوم الدين 

ننادي لبيك يا حسين

فالسلام على روحه الطاهرة 

وعلى خير أصحابه البررة

وعلى كواكبه المزهرة

فاطمة محمود الحسيني