(مسلم بن عقيل بن أبي طالب)

  هو ثقة الحسين واقرب اولاد عمه الى قلبه تربى معه في كنف عمه علي بن ابي طالب (عليه السلام) فورث شجاعته فكان كالأسد ومن قوته انه كان يأخذ الرجل بيده فيضرب به فوق البيت على حد قول الروايات.

وكان يشبه النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بعد علي الأكبر, شارك في عمليات الجهاد في سبيل الله كفتوحات افريقيا عام ٢١ هج حيث شارك في فتح مدينة بهنساء وهي مدينة بمصر في اقصى الصعيد فضلا عن مشاركته بمعركة صفين عام ٣٧ هج حيث جعله عمه علي (عليه السلام) على الميمنة مع الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر.

 امه ام ولد يقال لها (حلية) او(خليلة) اشتراها والده عقيل من الشام, زوجته ابنة عمه رقية بنت الحسين (عليها السلام),   ولدت له عبد الله وعلي ومحمد استشهد اثنان منهم بالطف.

اختاره الحسين (عليه السلام) ليستطلع له احوال الكوفة ولما وصل بايعه المنافقون وكان عددهم كثير جدا اختلفت المصادر فيه فمنهم من يكثر فيقول ٤٠ الف او ٣٠ ومنهم من يقل فيقول انهم ٢٢ او ١٨  الف او حتى ١٢  والارجح انه ١٨ الف.

 نزل اولا في دار المختار بن ابي عبيدة الثقفي فلما حبسه ابن زياد وضربه بالسوط على عينه وشترها انتقل الى دار هانئ بن عروة المذحجي, فلما بلغه من الجواسيس (لاسيما جاسوسه معقل) واستدعاه للمحاكمة طلب منه تسليمه فأجابه هاني: (والله لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه), فلما وصل خبر القبض على هانيء الى مسلم عجل على ابن زياد المتحصن بالقصر فأحاط به مع ٤ الاف انتدبهم للمهمة لكن ابن زياد بث الاراجيف والاشاعات بان يزيدا قادم بجيش جرار سيبيد الكوفيين عن بكرة ابيهم, فضلا عن الرشاوى التي طمى بها النفوس والضمائر التي تغيرت على مسلم بالتو واللحظة.

  

ثم عجل ابن زياد بقتل هانيء وبدأت النساء بصرف رجالاتهم عن جيش مسلم حتى انه مابقي معه الا ١٠ اشخاص فلما جاء الليل ليصلي بهم انفضوا عنه بعد ان بقي ٣ فقط, وبالتأكيد لن نسرد الاحداث المعروفة له لما بدأ يسير في سكك الكوفة وتواريه في بيت السيدة طوعة ولا الكتائب التي ارسلت له للفتك به بقيادة محمد بن الاشعث بن قيس والتي لم تتمكن منه الا غدرا اولا ثم منحه الامان من قبل ابن الاشعث.

وانى لتلك العائلة ذات التاريخ الاسود من أمان فوالدهم المرتد الاشعث بن قيس الكندي الذي لم يقتله ابو بكر والذي شارك في اغتيال علي (عليه السلام).

  ومحمد قائد الكتيبة التي اسلمت مسلم للقتل واخيه قيس بن الاشعث سالب قطيفة الحسين (عليه السلام) حتى انه كانت يعير بها فسمي قيس قطيفة

(وهي اشبه بسجادة صغيرة كان الحسين يجلس عليها)

  ثم حفيدهم عبد الرحمن الانتهازي الذي خرج على بني اميه لمصالح شخصية وبسببه قتل اكثر قراء الكوفة ثم هرب عنهم وانتحر واسلمهم لسيف الحجاج ومنهم كميل النخغي (رضوان الله عليه).

أ.د. كفاية طارش