في رائعة للشاعر سبتي الهيتي ذكر فيها منزلة أبا الاحرار قائلاً:

 

فذكراك تملأنا بالرحال

              بما ديس من صدرك الأعظم

وانك معتصم الخائفين

            وغوث المجير من المظلم

وعون المقيمين دون ديار

           نزوحا عن البيت كاليتم

ينادون غوثك يا من فديت

         ويامن من الذبح لم يعصم

كل ما قد يقال ويكتب عن سيد الشهداء هو نقطة في بحر وليس بمستوى تضحياته العظيمة الخالدة التي ملأت الآفاق فخراً وجاهاً، لذلك ترفع الرايات المعزية في ذكرى استشهاده واهل بيته

ولم تكن الراية السوداء التي ترفرف في الأول من محرم تعبيراً عن العزاء فقط، انما تحمل دلالات سامية وعالية المقام في مضامينها وأسلوب مراسيمها عظيمة الشأن والهيأة.

راية العزاء لآل بيت المصطفى حملت بين طياتها اهات ودموع المحبين والموالين لسيد الشهداء واهل بيته... فتناولت التاريخ والحاضر والعقيدة والايمان والتضحية والصراع

 

لذلك تبدي اغلب الأوساط المشاركة في هذا العزاء الكبير حزنهم للإيذان ببدء الذكرى الموجعة للمسلمين للمواساة.

فيا راية الحزن الكبيرة رفرفي وعبري عن اوجاعك وبثي روحك الوثابة المليئة بسالة وايثار وشموخ وانت تذودين الريح وتحاكيه عن صبرك وتضحياتك الجمة، فاليوم عزاؤنا الأوحد الذي تتقد فيه حرارة قلوب المسلمين وهم ينشدون قصائد الوجع السرمدي بعزائك سيدي أبا عبد الله ..

تستشعر فيه نفوسنا مدى تعلقنا الروحي باسمك البهي وبالمدينة التي حملت كبرياؤك ومجدك السامي عرفانا" وفخراً، ولهيبة قبتك العتيدة الناهضة برفعتها وهندستها المتفردة لتسحر عيون الأحبة والعشاق لضيائها وساريتها النيرة التي تختزن شمم الاستبسال والبأس.

فيا راية العز رفرفي وذودي عن رؤاك الخالدة.. وامنحي عبق ريحك الزكي كل ارجاء المكان.. وافتحي احضانك لنا ولكل عليل بات يرنو الى قدسك الجليل.. فعيوننا ترمق لحناياك الرفيعة وتلتوي الرقاب لتصل الى أبواب مقام السبط الشريف وان انهكها مضنة الطريق.
سعاد البياتي