كثيرا ما نسمع من امهات هذه الأيام إن اطفال اليوم ليسوا كأطفال الامس ويطلقون عليهم مختلف الاوصاف ويلصقون بهم ابشع التهم فهم جيل (بعبع) العنيد الذي خرق قاعدة التشابه مع ابويه ولا يوجد مكان لكلمة لا في قاموس حياته التي لا تتعدى البضع سنوات.

ولا اعرف لماذا نعيب الزمان دائما والعيب فينا ونلقي التهم ونبرر لأنفسنا اخطائنا ونلقي بها على عاتق الزمان و قد لا يكون لهذا الزمان من عيب سوانا.

 تؤكد الأمهات ان الثالوث المحبب لدى الاطفال اصبح اليوم الموبايل والتلفزيون والبلي ستيشن, هذه الاجهزة الالكترونية التي لا يتنازل عنها الطفل اما اكبر المغريات فلا يستهويه طعام ولا قصص ملونة ولا اقلام رسم ولا حتى مكعبات وسيارات والمساومة على تركهن تجعل الام تواجه عاصفة من البكاء والعويل.. التي لا يمكن ان تهدأ الا بإكمال مسيرة الادمان الى النهاية وقد تتساوى في ذلك وتحت سقف واحد المرأة المثقفة والأمية على حد سواء.

الأسباب كثيرة والمعالجات صعبة واساليب التربية الصحيحة بدأت بالتلاشي ولم تعد تقوى الصمود امام الاختراعات الحديثة والتكنلوجيا المتطورة وعادت الامهات لتطبيق مقولة الجدات البالية التي تنص على ان الطفل ان اراد الذهب يعطى الذهب ولتذهب القيم والمبادئ والوعي الى الجحيم.

 الأم العراقية لم تعد تمتلك صبر الامهات المعهود وتستسلم عند اول طلب عنيف من الطفل ولا تتنازل عن عرشها وتقتطع جزءا من وقتها لتلاعب طفلها وتتناسى ان الطفل هو صنيعتها وتربيتها وهو بصورة او بأخرى كالعجينة التي يمكن ان نصنع منها مختلف الاشكال من المخبوزات.

 وقد تتباهى بعض الامهات بقدرة طفلها الصغير على تشغيل مختلف المواقع الإلكترونية وتغفل عن ما قد يشاهده فيها من العاب واغاني وافلام تهدف الى تخريب العقول وزرع العنف والانانية وحب الذات فيها بغض النظر عن تأثيراتها السلبية على الصحة والنظر بصورة خاصة.

 وقد لا يتبادر الى ذهن الأمهات ان الثالوث المحبب قد يتحول في المستقبل الى ثالوث مرعب لا يمكن السيطرة على تبعاته واثاره السلبية وقد نخسر معه لا سامح الله اجيال لم نعطها من وقتنا الا القليل.

ساجدة ناهي