صبيحة الشيخ داود ..برعت في نشر الوعي القانوني

لم تخلو العقود الماضية من تبوء المرأة لمهن نادرة او مختصرة على الرجال، فقد برعت في ان تكون بمستوى رفيع من المسؤولية والعمل، لذا احتضن المجتمع أسماء وشخصيات نسوية ومنحها دوراً اجادته وبرعت فيه، ومن هذه المهن والاسماء(صبيحة الشيخ داود) اول محامية وقاضية في العراق

 

 من هي ؟

 ولدت في بغداد العام 1915 م ووالدها الشيخ أحمد الشيخ داود، والأب والجد من علماء بغداد وأعلامها، ومن مشاهير أساتذة علوم الدين

نالت الجوائز السنوية المخصصة للطلبة الاوائل في كل مراحل الدراسة لنبوغها، وخصوصاً الجوائز السنوية التي خصصها الملك فيصل الاول للمتفوقين الذين ينالون الدرجة الاولى في الامتحانات النهائية.

تخرجت من كلية الحقوق العراقية وهي اول محامية عراقية تزاول المحاماة، انتسبت الى نقابة المحامين العام 1956م، اعدت اول قاضية في العراق والوطن العربي.

 

كانت ترتدي العباءة وتضع البرقع الأسود ( البوشية) على وجهها،  وكم وجدت صورا كاريكاتيرية لها رسمها احد زملائها وهي ترتدي العباءة وقد كتبت تحتها ( محامية بالعباءة) ولم تهتم لهذه الأمور كلها بل نجحت في الحصول على التعليم العالي وانتصرت في المعركة الشرسة بين الحجاب والسفور، في العام 1940 تخرجت في كلية الحقوق فحازت على لقب ( الحقوقية العراقية الأولى )  بعدها انتمت إلى نقابة المحامين وفي حينها كانت المرأة الأولى والوحيدة التي حملت هوية النقابة

 

في الصدارة

تعد الشيخ اول خطيبة من نساء العراق شاركت في تأبين الشاعر الزهاوي 1937م، واول محاضرة ألقت عن ملامح النهضة النسوية في العراق، وأول من دعت إلى تخصيص يوم للمرأة العراقية سنوياً للاحتفاء بدورها والدعوة إلى نهوضها.

 

تركت اثراً واحداً هو( أول الطريق ) وهو كتاب في السيرة الذاتية، تناول مختلف جوانب حياتها، فضلاً عن تطور الحركة النسوية في العراق، ومشاركتها في مختلف تلك الأنشطة الاجتماعية
 

عملت مفتشا في وزارة المعارف، بعد عملها مارست مهنة المحاماة ثم بدأت بكتابة المقالات ونشرها بالصحف وصمدت إمام التيارات التي حاولت منعها من ممارسة حريتها، وانضم اليها أصوات مفكرين هزت أعمالهم مظلمة المرأة،  فوقفوا الى جانبها حرصا على ان يضموا أصواتهم إلى صوتها نذكر منهم الرصافي والزهاوي

 

حياتها الاجتماعية

  شاء القدر إن لا تتزوج فقد وهبت نفسها للنهضة النسوية العراقية التي أتت ثمارها ونتائجها في نشر الوعي الثقافي والاجتماعي بين النساء العراقيات في ذلك الوقت، ثم اتجهت الى كتابة البحوث والمقالات التي تخص حرية الفكر والأدب والقانون ونشرها في الصحف والإذاعة مع إلقاء المحاضرات في نفس هذا المجال في العديد من الكليات، وفي آذار العام 1958 أصدرت كتابها الموسوم ( أول الطريق ) الذي تناول تطور المرأة العراقية منذ ثورة العشرين الخالدة آذ أشاد بكتابها هذا العديد من المفكرين والأدباء والمثقفين في ذلك الوقت نذكر منهم الأستاذ الكبير منير القاضي وزير المعارف السابق ورئيس المجمع العلمي وقتها الذي تناول في كتابها اول الطريق المقدمة التي أثنى فيها على الإعمال التي أنجزت من قبل طالبته الأستاذة صبيحة الشيخ داود

 

وهي الفتاة الوحيدة بين نحو ألف طالب يحترمونها وتقدر أدبهم وحسن سيرهم معها على وجه المساواة، وقد عملت عضوا في هيئة تحكيم الرأي لدى محكمة الإحداث العام 1958وكرست حياتها لسنوات طويلة بنشر الوعي الثقافي والقانوني من خلال تفعيل دور المرأة العراقية وإظهار نشاطها في شتى مجالات الحياة .

 

أثر

رحلت الأستاذة صبيحة الشيخ داود في العام 1975 تاركة وراءها ثورة عارمة من الفكر والثقافة،  آذ أن النهضة النسوية الثقافية التي فتحت بابها في الدراسة العالية قد أتت ثمارها النافعة وامتد مفعولها إلى سائر مدن العراق، فكانت تستمد من الصعاب والمشكلات التي تحيق بنهضتها عزيمة فذة وتصميما قاطعا.  

 

سعاد البياتي