الموقف...

لا أبالغ ان قلت بعثنا الله من جديد بفتوى المرجعية للجهاد الكفائي, كنت اتابع الاخبار من السواتر مباشرة واقوم بتسجيل خطب المرجعية واعيد ارسالها للمقاتلين جملة جملة.. كانت مدادهم الروحي للصمود والاستبسال فيما حملوني الكثير من وصاياهم لأهلهم حتى صرت انسى لمن ولمن ولمن...

لكني لم أنس المواقف العامة تلك التي نقلها كل من استطاع الالتحاق والرجوع سالما ولو لإيصال جثامين اعزاءهم الشهداء الى اهليهم.

 

الموقف الاول..  كان سقوط الموصل نتيجة لأشهر طويلة من الانفلات الامني والتحشيد الإعلامي ضد الجيش والقوات الأمنية بحيث كان التحاق افراده من  خلال المطار لان من يقع بيد المغرر بهم كان يحرق او يقطع راسه وحدثت جرائم بشعة وصورت وتم بثها علنا وبحضور جماهيري بل تعدى الامر الى حالات انتهاك وحشي لجموع من الابرياء لغرض بث الرعب لا غير.

 

الثاني.. رافق ذلك تحشيد سياسي للمطالبة بحقوق الناس المزعومة وتعريض العملية السياسية برمتها للانهيار وفرض الشروط ووظفت قنوات فضائية علنا لهدم العملية السياسية برمتها وتأجيج كل حالات الانقسام المجتمعي.

 

الثالث.. بعد انتشار ممول لعناصر القاعدة ومجاميع متعدد من الحركات المسلحة ضد الدولة واعتياشهم على إتاوات تفرض على مواطني تلك المناطق تم ادخال داعش وفتح الحدود لكل الجنسيات في العالم والترويج بفتاوى وخطابات دينية للقتل ودخول الجنة والغداء مع الرسول ووو من ناحية ومبالغ مالية مجزية من ناحية اخرى واغراء الشهوات الحيوانية في تلك المسوخ بإباحة النساء والتغرير بالبعض الاخر وجبر بعض العوائل على تزويج بناتها للمقاتلين الاجانب بل الترويج لجهاد النكاح مما يستدر اهتمام كل كلب مسعور ويوفر مادة بقاءهم للحرب.

 

الرابع.. تشغيل ماكنة إعلامية عالمية عبر كل وسائل الاعلام والتواصل لتضخيم امر داعش واسقاط بعض المدن رعبا وبدون اي قتال فضلا عن التغرير بمواطنيها بانهم الفاتحين الاسلاميين واعلان الدولة الاسلامية وتنصيب الخلفاء وسك النقود وتولية الولاة واقامة الحدود واستعباد الديانات الأخرى وتكفير الشيعة رغم انهم اغلبية هذا البلد وتحليل دمهم ومالهم ومطاردة العوائل هناك فهي بين نازح ومقتول ومفقود.

 

الخامس..  سقوط محافظات العراق الشمالية تباعا بيد داعش ووصولهم لأطراف بغداد بشكل مفاجئ وسريع ثم تنبثق فتوى تسفر عن منشآت يتسابق على صعودها الاف بل عشرات الالاف من المتطوعين للدفاع بسلاح وبلا سلاح بزي عسكري وبلا زي بمؤنة وبلا مؤنة دقائق تلك الظهيرة وتلك الصور كسبت نصف المعركة مقدما لاسيما بعد نشرها على نطاق واسع من قبل المدافعين عن وطنهم.

 

السادس.. اتصالات على كل الاصعدة من داخل وخارج العراق وقدوم استشاريين من ايران ولبنان وصعود مجاهدين عراقيين قدامى وتصديهم للقيادة والتحاق الشباب والشيوخ ورجالات الدين للدفاع معا وتبني خطة حائط الصد لتأمين سامراء وبلد والشارع العام الواصل لبغداد ومحاولة توفير اسلحة من كل مكان وصعود الرجال بأسلحتهم الشخصية او بلا اسلحه الى قلب المعركة.

 

السابع.. عدم استيعاب معسكرات التطوع الحكومية وانخراط الشباب بكل حركات وتشكيلات المقاومة وبذل اي طريقة للصعود الى السواتر بغض النظر عن اي فروقات او تسميات، صعود يترك خلفه قبلة على جبين الاهل لا غير لئلا يكون ذهاب بلا عودة والملتقى عند الحسين كما كانوا يقولون.

 

الثامن.. المرجعيات والمواكب والهيئات وحتى ربات البيوت الكل يحاول توفير احتياجات المقاتلين ونقلها مباشرة رغم استشهاد بعض عناصر الدعم وعودتهم شهداء استمر هذا الامر من اول يوم بشكل دائم حتى بعد اعلان النصر فطيلة سنوات القتال كانت عصب الديمومة الشعبي الذي لم ينضب ببركة الله وولي عصرنا.

 

التاسع.. كانت حث ودعوة المرجعيات لمساعدة النازحين من اماكن القتال وتوطين السنة والمسيح في قلب مدن الشيعة وفي حسينياتهم ومدن الزائرين واستقبال العوائل الهاربة من داعش وحتى المغرر به رغم تخوف تلك العوائل بفعل تأثير الإعلام الفاسد ومحاولة توفير كل سبل امانهم، رغم انين عوائل الشهداء وايتامهم تم استقبال هؤلاء وانطوت صفحة الانقسام المجتمعي بكل لطف ليعود من كان صادقا منهم بآلاف الصور عن الكرم وحقيقة الشيعة والجنوب.

 

العاشر.. تنتهي المعركة..  وتصعد الشهداء.. ويضمد الجرحى.. ويتنافس شخوص الظل لنيل المناصب وسرقة النصر فيتصدى لها المرجع فيحث كل ذي رسالة وقلم على توثيق الحقائق وحفظها للأجيال فتنبري المؤسسات الدينية والهيئات والمؤمنين لجرد ومتابعة سير المقاتلين ونشرها وتوثيقها رغم شتى المحاولات لطمس تلك الفضيلة التي ابى الله الا ان ينشرها على رؤوس الاشهاد..

 

تعبنا وما مل اعداءنا من انتهاز كل فرصة لهدم هذا البلد.. وتعبوا وما الله بغافل عن ما يصنعون, والعاقبة للمتقين.

لبنى مجيد حسين