اشرأبت الأعناق وسكنت الأجراس في مشهد بانورامي كبير، يا له من مفوه مبين !!

زوق كلماته بالعزف على المشاعر وزينها بشريط من المثالية الطوباوية، خرج الجموع من محاضرته مفلوجي الحجج مدهوشين  بمنطقه شديد الاقناع وبسجاعته الباهرة ...

كثيرا ما يجذب فن الإلقاء شرائح مختلفة من المجتمع، فمن خلاله تستطيع تمرير ما ترغب به بطرق ساحرة تشد لك الأسماع وتهوي إليك النفوس، فحذار من الوقوع في فخ الازدواجية بين القول والفعل فهو ما مقته الله عز وجل و أفصح عن ذلك في كتابه العظيم.

بالتأكيد ستصادفك بعض العقبات في طريقك لتطبيق الكم الهائل من الوصايا والمواعظ التي تنقلها كحمام زاجل، ما عليك إلا الضغط على زر البدء لتنطلق منظومتك الأخلاقية في برمجة حياتك على تطبيق الأفكار السليمة بكل سلاسة لتغدو ملكةً تبتعد بها عن اي انحراف فأنت أولى بالدواء الذي تبيعه و أجدر بشذى ورودك من الجمهور المحدق بك...

فعلى كتفيك حطت مسؤولية كبيرة بمجرد تسنمك لهذا الموقع الهام ولا نستثني الكتاب أيضا فهم شركاء في ضخ المعلومات التي تقود البلاد والعباد إما إلى بر آمن أو إلى جرف هار..

فأنت تشكل حبة في المسبحة الذي تضم كل المؤثرين في العالم فإن  سقطت في تطبيق علمك، ستسقط حينها بقية الحبات في حركة سريعة لا يمكن ايقافها، فلا يخفى على عاقل التعميم الذي يسود المجتمعات وهنا لا نعطي الشرعية لهذا التعميم فهو خاطئ لا محالة، لكنه واقع لابد من التعاطي معه، فإن أخفق طبيب عمم الناس وعزوا الأمر الى جهل طبقة الاطباء برمتها، وإن تعثر عالم فسيطال التعميم الفئة كلها ...

لذا كان حريا بنا قشع الزبد الذي يعلو سطح تصرفاتنا ليستقر الصالح منها، فكل حركاتنا تحت مجهر الرب قبل الشعب...

فلنمسك  براية الفعل لا القول فقط،  ولنصب جهدنا في أن نكون مثالا متحركا لكل خير، لا دمية  همها افراغ ما في جعبتها من حروف منظمة وكلمات مصفوفة ....

أيها الملقي ، اقفُ أثر الأنبياء والأولياء وكن ايقونة يتبرك بها الصالحون، اضرب بعصا العلم كل خرافة، وأطلق بيانك على صفحات النور ليبصر القادمون في عتم الليالي، ويتنفس الصبح أريج الصدق بين حركاتك الاعرابية وحركاتك الفعلية ....

افنان عادل عباس