من المعروف عند وقوع اي حدث مثير يمس سلامة الانسان وصحته ويخلخل امنه ووجوده يتصاعد القلق والخوف والتساؤل عن حيثياته وكل شؤونه ومدياته.

ويعرف المختصون في الصحة النفسية ان شعور الخوف يولد من جراء الضغوط النفسية التي يشيعها الحدث.. وما تروج له الاخبار والتقارير التلفزيونية له وتتصاعد من مخاطره، وهذا ما حدث بالفعل ازاء وباء ( كورونا)  الذي هدد العالم وصار شبحاً مخيفاً لكل البلدان.

ولست بصدد الحديث عما سبب من ضحايا وهلع.. الا اني اردت تبيان كيفية تعامل المرأة من موقعها المتباين كربة بيت ومثقفة وام ...اذ رصدت اليوميات المتعاملة مع التوصيات انها اول المتصدين لهذا الوباء.. من منبع ادراكها بخطورة المرض.. فقد سجلت من خلال لقاءاتي مع العديدات منهن ومشاهداتي لهن عن كثب انهن بمنتهى الوعي والدقة في التصدي والمحافظة على مستوى فائق من الالتزام وحسب توصيات الصحة والاطباء وارشادات القائمين على الحد من انتشاره.... فقد واصلت المرأة العراقية دورها بشكل متفرد واحكمت قراراتها المبكرة والواضحة حينما تعاملت مع الوباء بطريقة شفافة ومجدية متصدية بوسائل التعقيم والنظافة في بيتها وصارت تراقب افراد اسرتها بدقة حماية لهم من شر البلاء وتمنحهم دروسا في غسل اليدين والتنظيف والتعقيم وغيرها من دروس المناعة.. وتحرص على عدم الخروج  الا لأمر  هام.. وتعد طعاما" فيتامينيا" يزيد المناعة ..وباتت هذه المخلوقة المتعددة المهام والصفات ..المملؤة بالإنسانية والوعي حارسا" ودرع امان اينما حلت.. لاسيما ونحن نسمع ادوارها الاخرى في حملات التبرع للمتعففين والمساهمة في خياطة الكمامات.. فضلا عن تواجدها في خط الصد الاول لمكافحة المرض.. انها العراقية الكريمة.. المثالية في الأزمات.

فتحية لك من القلب وانت تصنعين حياة متفائلة حينما ترفعين اكف الدعاء وترسمين الأمل وتمنحين طاقة ايجابية من أثير وجودك.

سعاد البياتي