ونحن نتصفح صفحات التواصل الاجتماعي نصادف كما هائلا من الإعلانات التجارية الخاصة بالمنتوجات الغذائية وطرق التنحيف وبدائل كثيرة لمختلف أنواع المواد المعلبة.. وعلى الجانب الآخر نطالع تقارير صحية مخيفة عن تفشي المشاكل الصحية وقصور عمل الجهاز المناعي لدى غالبية الأشخاص وانتشار أمراض العصر كالسكري وارتفاع ضغط الدم والبدانة والجلطات القلبية والدماغية وغيرها من الأرقام المتصاعدة التي تؤكد ظهور اعراض جديدة لم تكن معروفة أو تراجع ملحوظ للواقع الصحي على الرغم مما تقدمه الأبحاث الطبية المتطورة في الميدان العلمي واكتشافها المستمر للعقاقير المناسبة لعلاج الأمراض على مختلف حالاتها.

التقينا بالدكتور الصيدلاني معمر زكي الحسيني مسؤول صيدلية خيرات السبطين الخافرة لتستخلص منه أجوبة علمية عن التساؤلات الكثيرة في هذا الجانب:

- بصفتك مختص في التعامل مع الأدوية والعقاقير, ما هي أهم أسباب المشاكل الصحية المتفشية في المجتمع؟

- الغذاء... وأكرر الغذاء فهو السبب في معظم المعاناة الصحية التي تواجهها المجتمعات في عصرنا الحديث, فالمعلومة التي يجب أن تخترق مسامعنا باهتمام مفادها أن كل الأطعمة والأغذية الموجودة حالياً في الأسواق والتي نأكلها بشكل يومي هي مواد (محرمة) ونجسة وغير طاهرة, فضلا عن إنها معدلة جينيا ووراثيا ومسببة لكثير من الأمراض.. ويدخل ضمن أطار هذا الحديث كل مادة (مصنعة) أو معلبة أو مهدرجة؛ أي كل ما هو مغلف سواء بمواد ورقية أو بلاستيكية أو علب معدنية, فكل هذه المواد تحتاج إلى مادة حافظة لحمايتها من التلف ومصدر المواد الحافظة ينقسم على قسمين بلحاظ إنها أجنبية الصنع حصرا:

أولا: المصدر الأول هو الخنزير بشكل كامل أي ما يشتمل على جميع أجزاءه؛ النجسة بالطبع وهو أحد أكثر المصادر اعتمادا لما يحتويه من مواد في مركبات جسمه إذ تساعد على حفظ الطعام لمدة أطول, وتعطي لبعض المنتجات القوام الجلاتيني.

ثانيا: المصدر الحيواني بشكل عام أي الحيوانات المختلفة التي قد لا تكون محرمة ولكنها تُذبح بطرق غير شرعية وبالتالي فإن المواد المصنعة منها لا تكون طاهرة.

وهنا نكون قد دخلنا في مأزق النجاسة والطهارة والحلال والحرام الذي لا يعتني به كثيرا من التجار أو الأجهزة الرقابية وجهاز السيطرة النوعية التي من المفترض أن تبحث جيدا في الرموز الموجودة على المنتجات الغذائية للتحقق من مصدر المادة الحافظة المستخدمة فيها مع يقيننا بأن المصادر حيوانية في الأحوال جميعها.

- كيف نحمي أنفسنا وأسرنا من مخاطر هذه السموم المنتشرة حولنا في كل مكان؛ لاسيما تناول الأطفال لهذه المنتجات بكثرة؟

- لا يوجد معيار ثابت يمكننا من خلاله فرز المنتجات المضرة عن الأقل ضررا لكن علينا أن نأكل مما تنبت الأرض والثمار؛ فكل شيء طازج يكون خالٍ من أي إضافات مع وجود تأثير بعض الأسمدة الكيميائية في الخضار والفواكه المستوردة لكنها تبقى الأفضل لو تم مقارنتها بالمواد المعلبة والمغلفة... كما ندرك جميعنا إن اعتماد نظام غذائي مختلف عن المعتاد ليس بالأمر السهل لكنه ليس مستحيلا ففي حقيقة الأمر يمكن أن نجد للأطفال بدائلا كثيرة ومنوعة وغنية بالفيتامينات ولا تحتوي على مواد ضارة وفي الوقت ذاته تكون مقبولة لذوق الطفل؛ لو تم تقديمها بشكل محبب, كالفواكه الطازجة والمكسرات والذرة (الشامية) والفواكه المجففة وبعض الحلويات التي تعتمد على العسل أو الدبس في تحليتها أو حتى السكر الأبيض لكن بكميات معتدلة وتكون مصنوعة في البيت لتفادي مخاطر الاصباغ الغذائية والمثخنات التي من شأنها تقليل كفاءة الجهاز المناعي مما يجعلهم فريسة سهلة لمختلف الأمراض.

إعداد واحة المرأة