كتبتُ في إحدى المرات منشوراً على منصتي الخاصة في العالم الافتراضي وتطرقت في مضمون المنشور عن أهمية العنوان وماله من تأثير في جذب القارئ لملاحقة النص إن كان يمتلك صفة العنوان الجاذب, واليوم كتبت هذا العنوان دون أن أخطط لما سيتضمنه عمودي؛ وحينما تأملته شعرت بضرورة توضيحه.. ولأنه قد يثير التساؤل سأجيب دون مقدمات... نعم غداً سيكون عاجلاً أم أجلاً أمس يوم آخر, بمعنى إن الحياة تجرنا خلفها من دون توقف ولا لحظة واحدة, وإن ما حدث في الأيام الماضية إن لم نتعظ منه ستتشابه أيامنا المقبلة مع ماضينا, ففي قول لسيد البلغاء أمير المؤمنين (عليه السلام) "من تساوى يوماه فهو مغبون ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون,..." مما يعني إن أعمارنا تزيد يوم بعد يوم وينبغي أن لا تتشابه هذه الأيام من دون تغيير, فالمواقف التي تواجهنا, والتجارب التي نخوضها, وكل ما نكتسبه في طريقنا لمتابعة الحياة يجعلنا أمام مسؤولية السعي لتحسين أداءنا الانساني.. وعليه لنعود ونتأمل العنوان مرة أخرى (غداً سيكون أمس) أي إننا لا نمتلك سوى يومنا فهو الذي يمكننا أن نقدم من خلاله أمس أفضل من سابقه على اعتبار إن عجلة الزمن تمضي قدماً وإننا من خلال تصحيح يومنا سنؤسس لغدٍ أفضل وبهذا تتحقق مقولة أمير المؤمنين (عليه السلام) التي تعد بمثابة منهاجاً لبناء الانسان وحثه على مواصلة مشواره في الدنيا بدافع يرتفع كل يوم مع تقدم العمر ووجود الفرص والانتباه لأخطاء الأمس والتأهب للغد والسعي الدائم للارتقاء بكل تفاصيل يومه؛ للتأكد من تطبيق المقولة.. أي من دون تساوي يومين, وتجنب لعنة التراجع إلى الخلف بأن يتميز أمسنا على حاضرنا الذي نعيشه اللحظة في حين نمتلك حظوة جعله أفضلاً مما مضى.

إيمان كاظم