يواجه العاملون في مجال التربية، فضلاً عن الآباء والأمهات صعوباتٍ عديدةً وكبيرة في كيفية التعامل مع الأطفال وردعهم عن بعض التصرفات السلبية، ما يضطرّهم أحياناً إلى اعتماد أسلوب الضرب متناسين البدائل الناجحة..

فقد يميل الأهل وبعض المربين إلى استخدام هذا الأسلوب؛ لأنه يعطي نتائج فورية, لكنهم لا ينتبهون إلى أن هذه النتائج قصيرة الأمد, باعتبار أن تمرد الطفل أو انفعاله قد يزعجهم بشكل آنيّ, فيعمدون إلى إسكاته أو إبعاده بالضرب أو النّهر, دون أن يدركوا النتائج السلبية الطويلة الأمد لاستخدام هذا الأسلوب المدمر, على عكس بدائل العقاب الاخرى التي قد لا تعطي بنظرهم نتائج فورية كما يطمحون, لكنها تعطي نتائج ايجابية على المدى البعيد وتترك أثرها الطيب في شخصية الطفل.

فهناك عدة طرق بديلة منها مثلا: ما يعرف بكرسي الوقت الميت وهو  وضع الطفل منعزلا عن أي تفاعل اجتماعي خلال فترة العقاب, وإرغامه على الجلوس على الكرسي دون حراك وإعادة العقوبة إذا تحرك الطفل من مكانه خلال الوقت المحدد له. ولكن يجب التأكد من أن الطفل على معرفة بسبب هذا العقاب والمدة التي سيقضيها .

ومن البدائل السباق مع عقارب الساعة وذلك بتنظيم سباق بين الطفل والوقت بواسطة الساعة المنبهة والتحدي هنا: (هل تستطيع أن تنهي ما طلبته منك قبل أن يدق الجرس؟).

والمدح كبديل ثالث ويكون بالتشديد كلامياً على سلوك نريد تعزيزه وتقويته. والقاعدة: يجب أن يكون المديح موجهاً دائما إلى السلوك لا إلى الطفل.

ويأتي جدول المكافأة المنتظمة كبديل رابع يستخدم لتعزيز سلوك ايجابي عند الطفل والتخلص من سلوك سلبي. وقاعدته: نجمة لكل سلوك ايجابي وإزالتها عند كل سلوك سلبي.

وكذلك صندوق الموسم كأسلوب خامس يستخدم للألعاب التي يتم النزاع عليها من قبل الاخوة حيث يتم اخذ اللعبة ووضعها في هذا الصندوق ونطلقها فقط يوما واحدا بالأسبوع مثلا الجمعة.

وبديل خامس تختصره عبارة (عوضني عن أخطائك) والهدف منه جعل الطفل يصحح الخطأ او الضرر الذي تسبب به وحده او بمساعدة منا او الاعتذار منه.

ويمكن اللجوء إلى التجاهل كبديل للعقاب البدني فعادة ما يتصف الأطفال بنشاطهم المفرط الذي قد يتحول في بعض الأحيان إلى إزعاج، والحل الأنسب هو التجاهل.

كما تعد القصة بوصفها أسلوباً تربوياً من أعظم أساليب العقاب البديل وأروعها، فإن كان الطفل مشاغباً ومثيراً للمتاعب، نعطيه قصةً يطالعها ونحثه على إنهائها, ويفضل أن نختار قصةً تعكس بعض التصرفات المشابهة للتي يقوم بها في الغالب مع إبراز عواقبها الوخيمة، فعادة ما تحتوي القصص على حكايات وعبر يمكن للطفل أن يستفيد منها. بالإضافة إلى ذلك، قد تحتوي هذه القصص على العديد من المشاكل التي قد يتعرض لها الطفل، مما يتيح له فرصة التعلم والاطلاع على كيفية تجاوز مشاكله الشخصية.

بينما أسلوب الهجر والخصام الذي يعتمده البعض كبديل فعال للضرب فهو سلاح مهم جداً يفضل أن نستعمله خاصة إن كانت علاقة الأم بطفلها جيدة ويحبها، فله عدة نتائج بشرط أن لا يطول, وان تتراجع عنه مباشرة عند اعتراف الطفل بخطئه, فهي تجعله يشعر بالذنب مما يؤدي إلى تعديل سلوكه, بالإضافة إلى انه يظهر اهمية الأسرة في حياة الإنسان.

أما التصحيح الزائد فيعتمد على بيان خطأ الفرد وتوبيخه على ذلك ثم يطلب منه القيام بإزالة الأضرار الناتجة عن هذا السلوك أو تأدية سلوكيات إيجابية مناقضة للسلوك المستهدف لتعديله، وتكرار ذلك لفترة محدودة.. يستخدم هذا الإجراء للتقليل من السلوكيات غير المرغوبة ويقوم على أمور منها مثلا: التعويض ويتضمن إزالة الأضرار التي نتجت عن السلوك غير المقبول مثل الطلب من الطفل إعادة الأثاث إلى مكانه بعد ما عبث به.

وأخيراً مهم أن نعرف إن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن "الأدب عند الغضب" فلا يجوز تأديب الطفل وقت الغضب، لأنّ العوامل التي أثارت غضب المؤدّب، ستكون الدافع إلى اعتماد هذا الأسلوب لغرض التنفيس عن الغيظ الكامن داخل نفسه بسبب ضغوطات خارجيّة، لذا على المرأة العاملة مثلا أن تعي جيداً أن الأطفال أمانة في أعناقنا وعلينا أن نفصل بين العمل والحياة الشخصية من خلال التخلص من الضغط النفسي عن طريق استخدام بعض الوسائل كتدوين الفعاليات العائلية على تقويم أسبوعي، والاحتفاظ بقائمة أعمال يومية في المنزل وفي العمل. ومن الوسائل النافعة أيضا: ترك العمل في مكان العمل, ومحاولة التخلص من المشاعر السلبية وضغوط العمل عن طريق التحدث مع شخص مقرب.

نغم المسلماني