من رحم الاسى والجور وُلدت في العراق ثورة اشتعلت بنيران اطيافها الطرقات

وتوضأ بدماء شبابها علم البلاد

امتلأت الشوارع بصرخات المطالبة بأبسط الحقوق الضائعة لتسجل في قاموس الثورات ان الشعب اذا اراد الحياة فسيستجيب له القدر

التحفوا العلم لأنهم ابناء الوطن وكتبوا على جباههم سلمية المنشأ والهدف...

فلماذا تُردع هتافاتهم بالرصاص الحي؟

وتُشوه انفاسهم تلك القنابل الدخانيةَ!!

أيُقتلُ الانسان لمجرد انه طلب العيش؟

لمجرد انه اراد سقفاً أمناً او لقمة حلال!!

لم تزل الثورة عائقاً بوجه كل ظالم، وقد حدثنا التاريخ ان الثورات هدمت عروش

واستأصلت فساد استشرى في جسد المنظومات الحكومية.

الشوارع لم تنم صار ليلها صاخب بالشموع ونهارها مزغرد بتراتيل (موطني

الذي يتوق كل متظاهر ان يراه سالماً منعماً).

وقد شُفي هواءه تماما من ملوثات القمع والحروب والفقر الذي استباح فئات لا يُستهان بها من الشعب، هذا الشعب المعروف بصموده وعزته ابى ان تكون الحياة مغمسة بالذل.

فانتفض من قلب العراق بغداد الى كافة المحافظات من النجف وكربلاء الى الجنوب الملتهب شوقاً للعزة والآباء

المظاهرات مشيدة أيضاً بأبناء الوطن من القوات الأمنية لكنها تتعرض للانتهاك من قبل نفوس جائرة تحلم بزعزعة الوطن, وتفرح لرؤيته ينزف دماً  

ايها المتظاهرون هذا الوطن بين راحتيكم, ثوروا له لا عليه واقطعوا دابر الفتنة  

حتى لا يذهب دم الشهداء هدرًا, ولا تهنوا في مطالبكم فأنها حق مشروع ومقدس

وما ضاع حق وراءه مطالب...

أعيدوا بثورتكم بهاء الوطن المسروق, وحقه الضائع بأيدٍ عابثة ودخيلة تتوق لقلب الطاولة راساً على عقب...  

ولتبقى الى النصر ثورتكم سلمية...!

سلوى أحمد