محكيّة عشق

الحبرُ عرشي و القصيدُ رواقي
أمسِكْ بظلّهما عن الإحراق

واملأ قوارير الندى بجوانح
ظمأى إليك و روّها يا ساقي

بنمارقٍ من سلسلٍ متطامنٍ
في فضّة من كفّك الرقراق

واحلل بنسغي لمسةً أبويّة
ترفو شتات تمزقي و شقاقي

من مفرق الذرِّ ابتدرتُ فهالني
صكٌّ ضربتُ ببدئه ميثاقي

وذكرتُ في الأمشاج وشما صارخا
يرمي ببصمته على أعلاقي

وذكرت أمي في جموح مخاضها
والنفس شطَّ بها رؤى الإزهاق

وب "يا عليٌّ "أينعت صرخاتها
زهرا وصار العمر ذا إيراق

وب "يا عليٌّ" رتَّلت خفقاتها
عشقا كنهر الشهد في الأذواق

وسمعتُ بعضك ثيمةً سيّالة
عند الأذان وفي الصلاة الباقي

وأبي مع النجف اختمار قصيدة
تهدي إليك نوازع الأشواق

لأراك جذرا يستقيم بنهضتي
ويهندسُ العمرانَ في أخلاقي

ورتاج سرّك من كنوز طفولتي
في قاع بئر محكم الإغلاق

ودفاتري دَرَجت على أسطورةٍ
محكيّةٍ من وهجك العملاقِ

في الخطّ في الإملاء بين فواصلي
وأراك في الإنشاء كلّ سياقي

و كبرتُ يا مولاي يحرسني الجوى
ويضمُّني لكتيبة العشاق

ورأيتُ كلّي في جميعك هائما
يزجي الثناء بلحظة استغراق

يا سحرَ ذكرك للأسى ضمّادة
وإذا مرضتُ وجدته ترياقي

والعين لو رمدت ترابُك كحلها
و هواك من ريح المتاهة واقي

وذكرت اسمك نابتا في سحنتي
نقشا تعذَّر عن يد الورّاق

أشدو به ، أعدو به، أبدو به
ضوءا ثَرِيّاً كالشهاب الراقي

وذكرت أنك في خيولِ صبابتي
تجري بمجرى الدمِّ في أعماقي

تجتاح أفنيتي بإكسير الهوى
فيذوب في ليل المحاق محاقي

ويضيئني بدرُ التجلي عارجا
من سفح هاويتي إلى الإعتاق

البحرين / زهراء المتغوي