السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 وانا في طريقي الى العمل, اعتراني الذهول لهول ما رأيت!

تسمرت في مكاني لدقائق وأنا أرى مشهداً لم أكن أتخيل مصادفته!

 شاهدتُ ابن جارتنا الطفل, نعم هو طفل إذ لم يكمل الثانية عشرة بعد, كان يجلس في باب بيتهم المحاذي لبيتنا في الصباح الباكر, يمسك بيده السيجارة يسحب انفاس عميقة بنهم, ويخرجها بزفير حار يلوح في افق السماء الملبدة حزناً لما يفعله بنفسه, فقد قتلت تلك الانفاس طفولته مبكراً.. عيناه حمراء, مجهدة, وكأن السهر أخذ منه كثيراً!

خذلتني قواي في الحديث معه او حتى سؤاله, هل كانت والدته  تعلم بذلك؟

كما للحرج والخوف كان له دور كبير بعدم ذهابي إليها والحديث معها تحسباً من ردت فِعلها؟

بقى الحزن يجثم على صدري والحيرة تباغتني كلما تلج ذكرى ذلك المشهد أفكاري, فالولد بعمر أبني ونحن جيران, ولأن الرسول أوصانا بحسن الجوار ويحتم علينا تقديم المساعدة لهم قررت اللجوء إليكم لإرشادي ما عساي أن افعل؟

هل اُخبرها؟ وإن فعلت كيف لها أن تتعامل معه؟ إن كانت زمام الأمور قد فلتت من يدها؟  وخصوصا إن والده لا يكترث له  مطلقا!

الأخت ام مؤمل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكر ثقتكم بِنا وتوجهكم إلينا لفعل الصواب, إن مشكلة التدخين

من الأمور التي أثارت جدلاً مطولا.. إذ  يقع فريستها المراهقون والشباب، وهنا تقع المسؤولية في الدرجة الأولى على عاتق الأبوين.

 فقد يبدأ التدخين في سن المراهقة على نحو غير مؤذٍ، ولكن غالباً ما تُصبح مشكلة على المدى الطويل.

وفي واقع الأمر، يبدأ معظم المدخنين البالغين في التدخين حينما يكونوا مراهقين.

أسباب التدخين

الأصدقاء: قد يقوم المراهق بالتدخين باعتقاده أنّه أمر ممتع لأنّ أصدقائه يقومون بذلك، أو لأنّه يشعر بأنّ علاقتهم به مهدّدة بالانتهاء إذا لم يقم بالتّدخين مثلهم.

التمرد أو الشعور بالملل: يعتقد المراهق أنّ التّدخين يجعله يبدو كشخص بالغ أو مستقلّ، كما يُمكن أن يلجأ إليه عند شعوره بالملل؛ فيرى فيه وسيلةً.

الحياة الأسرية: قد يلجأ المراهق للتّدخين لمجرّد أنّ أحد والديه يقوم بذلك.

طرق المعالجة

الحديث معه: على الأهل أن يُخبروا ابنهم المراهق بشكلٍ واضح عن رغبتهم في إقلاعه عن التّدخين، مع تجنّب توجيه الأوامر والتّهديدات والإنذارات المتعلّقة بهذا الشّأن أو التّصرف بغضب؛ فهذه الأساليب تزيد الأمر سوءاً، ومن جانبٍ آخر؛ فإنّ فهم الأهل لسبب تدخين ابنهم هو الحلّ الأفضل لعلاج المشكلة.

التحذير: يُمكن إخبار المراهقين بالأضرار العديدة التي يُسبّبها التّدخين، كرائحة الفم, والملابس, والشّعر الكريهة، وضعف الأداء الرّياضيّ؛ إذ يُصبحوا غير قادرين على التّنافس مع أقرانهم غير المدخنين، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض؛ فتُشير الدراسات إلى أنهم عرضة للإصابة بالبرد، والإنفلونزا، والالتهاب الرئوي أكثر من غيرهم.

تقديم الدعم: يُمكن عرض المراهق على أحد مختصي الإقلاع عن التّدخين, إذ يمنحه الأسلوب والدعم اللازمين للتوقف عن التدخين، كما قد تُقدم هذه الخدمة الصحية بعض المستشفيات والمراكز المدنية، إلى جانب شبكة الإنترنت التي تعرض بعض البرامج المساهمة في الإقلاع عن التدخين.

أوقات الفراغ: لابد من ملأ أوقات فراغ المراهقين ومحاولة زجهم في نشاطات مختلفة كالرياضة, أو مهنة معينة, أو تنمية هواياتهم, فيكون انشغالهم بالأعمال وتخلصهم من الطاقات الايجابية, التي يمكنهم الاستفادة منها, وبذلك يبتعدون عن أي اشياء ثانوية كالتدخين  وغيره.

أصدقاء السوء: يمكن للأصدقاء أن يكونوا من العوامل المؤثرة بطريقة سلبية في شخصية المراهق, لذلك على الوالدين التعرف على أصدقاء أبنائهم, ومحاولة ابعادهم عنهم بطريقة غير مباشرة وكذلك حثه على مصاحبة جماعات يعرفونهم وجعله يتأقلم معهم.

الاستشارية زهراء الغانمي / مركز الإرشاد الأسري