الغيرة شعور طبيعي ولكن اذا زادت عن الحد المعقول تحولت مرضا نفسيا لا يحمد عقباه!

تكون الغيرة على وجهين منها محمودة ومنها مذمومة, فأما ترفع صاحبها او تخذله, وللغيرة عدة أنواع حسب شخصية المرء وتفكيره في الحياة, فمنها غيرة التملك؛ أي يغار المرء من أي شخص يمتلك اكثر منه مالا, او يحصل على جاه اكبر.. وترتبط حالة الغيرة هذه بالحسد.

وهناك الغيرة العاطفية وهي اكثر ظهورا بين الاحباب والازواج, فهي تسعى الى ان تكبله بحبها, وهو يريد الشيء ذاته, لكن اذا زادت هذه المحبة انقلب الى مرض؛ ولأن المرأة عاطفية أكثر من الرجل, لهذا تحب ان تجعل بصماتها داخل بيتها, الذي تعتبره مملكتها, ولا تحب احد ان يشاركها به.

وهناك غيرة واجبة, وهي أي يغار الإنسان على عرضه, ودينه, ووطنه, والغيرة على الدين من أهم أنواع الغيرة المحمودة, والواجبة, وليست مستحبة.

أسباب الغيرة

1-المرض النفسي: الذي تمتد جذوره من الطفولة, اذ تكون دوافعه كامنة, ويجب معالجتها بالجلسات النفسية, كتعلق الطفل بأمه وحبها لحد التملك وهو ما يسمى (بعقدة اوديب)

حيث يعد اباه منافساً له, فيبقى الشاب قابعا بمرحلة الطفولة لا يتجاوزها, عاطفيا, ونفسيا.

اذ يستمر هذا الشعور داخله حتى بعد الزواج, واي موقف سيثيره, ويحرك كوامن الغيرة المستقرة في اللاشعور داخله.

 وهنا عامل آخر, وهي الصاق صفة ذاتية بشخص آخر واتهامه, بما يختلج في النفس من رغبات ﻻ شعورية, كوسيلة من وسائل التبرير والدفاع عن النفس.

2- الفروق الكبيرة في المستويات الاجتماعية, والمادية, والعلمية الثقافية, بين الاصدقاء, والاقارب, والزوجين.

 فقد تكون الغيرة احدى مسببات فشل الزواج, وذلك اذ اقترنت الفتاة بشاب لم يكن بينهما تكافئ, من جوانب عدة مثل, فرق السن, او الثقافة, او حتى  المستوى الاجتماعي.

ويمكننا القول بان عدم التكافؤ او سوء اﻻختيار يهيأ المناخ المناسب لتأجج لهيب الغيرة, والتي تقود غالبا الى المشاكل المتكررة, وتصل احيانا الى ازقة المحاكم, لينتهي الزواج بالطلاق.

علاج الغيرة

علاج الغيرة ليس بالأمر المستحيل, بل يمكن تفاديها, وتجنبها, بقليل من الثقة بالنفس, وتعميم الحب وتقويته, والبعد عن كل ما يثير الشكوك والظنون، فضلا عن التحلي بالصبر, والإرادة, والأمل, وقبل كل شيء التسلح بالقناعة لما كتبه الله لنا, فبهذا السلاح  الفتاك سنقضي على آفة الغيرة.

هناء هاشم / مركز الإرشاد الأسري