الحديث عن المرأةِ ـــ وإنموذجها في المرأة الزينبية ـــ إنما هو حديث عن الفضائل والشمائل ، عن القيم والمبادئ الحقة .. كيف لا ؟ وهي ـــ المرأة الزينبية ـــ شعاعة لذلك الكوكب الدري .. زينب الحوراء سلام الله عليها   .

وحديثنا اليوم عن رسالة المرأة الزينبية في التربية الأسرية ، رسالة مناهلها قرآنية ، حيث أن أوضح ما يتجلى في رسالة المرأة الزينبية هو رعايتها لأولادها وتربيتهم التربية الصحيحة المبنية على الخلق المحمدي والإيثار العلوي والعفاف الفاطمي والكرم الحسني والتضحية الحسينية والكبرياء الزينبي ، وهي بذلك تُعّد جيل من الأبناء ؛ يُحسن الانتماء لدينه القويم من خلال إجادته للتعامل مع مجتمعه وحسن عطاءه فيه ، ولا يكون ذلك الا بعد ان تزوده بالمهارات الاجتماعية اللازمة لذلك ؛ مقتدية بآل البيت النبوي الكريم .

وتكون تلك الرسالة أيسر وأسهل على المرأة كلما امتلكت مؤهلات علمية وثقافية ، إذ ان ذلك عاملها المساعد في تمكينها من تعليم أبناءها بيسر وسهولة ؛ كونها يمكنه من الانتصار على الجهل والتخلف بما ينّور مجتمعه ويشعل فيه مشاعل القيم الإنسانية المدعومة بالعلوم والمعرفة والثقافة وعلى مختلف الأصعدة .

كما يكمن فيها جانب رسالي أخر ، ألا وهو  موقفها مع شريكها في أوقات المحن والشدائد ، بل وقد تشارك زوجها مهمة الأنفاق على البيت ، وإن لم يكن ذلك مطلوبا منها ، وليس لها في ذلك الا طمع الفوز برضاه ورضا ربه جل شأنه في رغبتها بالوقوف معه ومساندته على اجتياز ظروف الحياة الصعبة .

كل ذلك ، لم يمنعها من ان تغادر فكرة جهادها كشريكها الرجل ، إذ تراها تحمل أحيانا السلاح لتدافع عن وطنها ودينها ، فضلا عما يمكنك ان أراها فيه من مواقف مشرفة أخرى كتطبيب جراح الناس ومداواتهم برحمة وحنان .

هذه هي المرأة الزينبية التي لطالما يتمنى احدنا ان تكون أبنته ، إذ تبّره في حياته وترعاه في كبره وعجزه ، وتشفع له في أخرته .

 

لما شقير