أشُهد خاتمتي کل یوم ؛ لا بل کل لحظة .. تلك اللحظة التي أرى فيها منكرا او اسمع منكرا او ارتكب ما يجعلني متعرضة لسخط الباري عز وجل .

تترآى لي نهايتي وأنا مقيدة بالذنوب ، مكبلة بقيد خطايا تقتادني الى النار .

عجيب أمري ! كلما قلت سأعرض عن هذه الدنيا ؛ أجد نفسي قد ارتكبت ما يجعلني استأهل كل جحيم .

يا لجحيمي وعذابي .. أي نار قد سعرتها لنفسي ؟! وأي تيه وضلال ذلك الذي زججت نفسي فيه ؟! وأي روح تلك التي تتقبل ان تعصي رب الخلق أجمعين لإرضاء أهواءها وملذاتها ؟!.

الا تعسا لي ؛ فحتى مَ أرجو التوبة وأنا غارقة في مستنقع الذنوب ؟ وحتى م أنشد الراحة وأنا في كل مرة اشتري حطام دنيا فانية بسنيني ولحظاتي ؟ وكأني أقدم حياتي على طبق من ذهب لأقايض بها لذة عابرة وأماني زائلة ؛ وفي كل مرة أقول : " لا زلت في مقتبل العمر " ، " لن تمضي الأيام بسرعة ؛ فدعوني أعيش أيام شبابي " .

بهذه وتلك .. أعطي المبررات الكافية لنفسي الأمارة ، وأبرهن لها أحيانا بأني " سأتوب يوما ما .. غدا .. لا ؛ بعد غد " .

ومرت السنين .. وها هو العمر يمضي ، بعد ان قضيت شطره بالتسويف ، وكأني أنشد عمرا آخر !!! فماذا أنتظر بعد ؟؟؟

الآمال تلو الآمال .. بل وتحث الآجال ، وكل شيء قد شارف على النهاية ، بعد ان أفل ربيع العمر منذ زمن بعيد ، وأنا ما زلت غافلة ! فيا ترى .. بأي عذر سأقابل وجهه الكريم ؟ بعد أن غفلت حتى عن شكره وذكره .

الهي ... ها هي روحي تصرخ لاجئة أليك ، وها هو وجداني يضج شاكيا إليك من غفلتي عنك . فاقبل رجائي بعفوك وصفحك ، أي رب ؛ ودلني فأنت غايتي ومنيتي .

 

رشا عبد الجبار ناصر