أوجاعٌ تُنْسَلُ من ذاكرةِ الجرح

تتفاقمُ عاماً بعد عام

جرحٌ... نزيفُه لا يهدأ

لا يبرأ...

الفجرُ كان شاهداً عاجزاً عن إيقافِ طلوعِ الشمس

لكنها لمْ تشرق... خبَّأت أشعتَها خلفَ السحاب

كيفَ تشرِقُ على يومٍ فُجِعَ من هولِهِ أهلُ الأرضِ والسماء؟

أ تشرقُ والدماءُ سالتْ من هامةِ الحقِّ نهراً منبعُه الطهرُ ومصبُّه المحراب؟!

كيفَ ؟ .... والغدرُ تلكَ الساعة أزالَ قناعَه ليُعميَ الأبصارَ بقبيحِ فعلِه...

كلُّ الجدرانِ باكيةٌ على من اتكأ عليها في الليالي السالفة لينثرَ من روحِهِ

أرغفةَ حبٍّ..

وزخَّاتِ رحمة

نعمْ.. الشمسُ ذاك النهار... توارت

والقلوبُ احتجزَها النبضُ المتهافت

والأرواحُ هاجتْ وتاهت وما أناخت...

تلك الساعاتُ ما أقسى تفاصيلِها

كلُّ من يُخيَّلُ له إن العقلَ قادرٌ على تصوُّرِ المشهد

يكذِّبه فجرُ التاسعِ عشر

فما جرى كان أمضى من الإدراكِ...

بلْ أمرَّ كانَت ضربةً انفصمتْ بها العروة الوثقى

كما لو أنَّها أصدرتْ ميثاقَ حزنٍ سرمديْ

أو أنَّها شرعت باحتضارٍ أبديْ

وربما كانت لليتامى والمساكين... موتاً مستترْ

إيمان الحجيمي